هنادي محمد عبد المجيد
تعظيم الحرمات وانتهاك الحرمات
فقال النبي صلى الله عليه وسلم {نعم} وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول {إن الحلال بين ،والحرام بين،وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس ،فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه،ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام ،كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب} وتعظيم الحرمات دليل الإيمان وتقوى القلب، وأنه سبيل موصل للجنة، وفي تعظيم حرمات الله تعظيم لأوامره ونواهيه، وصيانة لدينه الحنيف وشرعه المطهر.
<إنتهاك الحرمات> قال ابن الأثير في الإنتهاك:هو المبالغة في خرق محارم الشرع واتيانها ،قال تعالى [الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئا إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون ] وعن عائشة رضي الله عنها قالت:”ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما، مالم يأثم، فإذا كان الإثم كان أبعدهما منه ،والله ما انتقم لنفسه في شيء يؤتى إليه قط حتى تنتهك حرمات الله فينتقم لله”. وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال {اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح، فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم}وعن ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال {لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا فيجعلها الله عزوجل هباءا منثورا قال ثوبان :يارسول الله صفهم لنا،جلهم لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم ؟قال {أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها} إنتهاك الحرمات دليل على ضعف الإيمان وذهاب الحياء ،وهو سبب التعرض لغضب الله وهتك ذلك المنتهك، وكشف عواره ،كما أنه سبب في حبوط الأعمال وبوارها كائنة ما كانت.
اللهم إنا نسألك أن نكون ممن يعظمون محارمك ،اللهم آمين.
هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]