نادية عثمان مختار

مبادرات الجيران .. و( دس المعاويل) !!


مبادرات الجيران .. و( دس المعاويل) !!
مثل سوداني مشهور اتذكره ويأتي على خاطري دوماً كلما سمعت أن دولة ما من دول الجوار القريب او البعيد، تقدمت بمبادرة لحل مشكلة من مشاكل بلادنا التي لا أول لها ولا آخر ويقول المثل ( ساعدوه في حفر قبر ابوه دسا المعاويل) ومقصود به الولد (الغبي) الذي يرفض مساعدة الناس في ستر جثمان أبيه ومواراته الثرى بأن (يدس) معاول الحفر وتجهيز (ود اللحد) بغباء لا يحسد عليه !!
لا شك أن من الأفضل والأكرم لنا أن تحل قضايانا العالقة بأيدينا نحن السودانيين دونما تدخل دولي ولا إقليمي ولا يحزنون؛ ولكن الحلول بهذه الطريقة دوما ماتثبت فشلها الذريع، والشاهد في ذلك تلك المشاكل العديدة التي بدأت شراراتها الأولى بسيطة ويمكن إخمادها، لولا معاندة الحكومة التي تأخذها( العزة بالاثم) فتصر على تجاهل الحلول السهلة والممكنة والعاجلة وتتعامل مع الأمر بحسبان أنه ليس أكثر من ( زوبعة في فنجان ) وما ان تقع الفأس في الرأس وتمتد ألسنة اللهب عالية لتحرق الأخضر واليابس، ويتم تدويل المشكلة حتى تبدأ ( الولولة) وليت التدويل بعدها يأتي بحلول جذرية ولكن للأسف لا يبقي لنا إلا (خراب مالطة) حينما تكون الأرواح قد أزهقت والدماء قد سفكت، وترملت النساء وتيتم الأبناء وسد الوجع الحلوق !!
إعلان الحكومة السودانية قبولها بالمبادرة التي طرحها رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي لنزع فتيل الأزمة في ولايتيْ النيل الأزرق وجنوب كردفان أكبر دليل على تعنت حكومتنا (من الاول) في قبول يد العون من جيرانها للإسهام في وضع الحلول لمشكلات بلادنا. وما قبولها بعد ذلك إلا لخلل في تكوينها يرفض قبول النصح والمساعدة ولا يستبينهما إلا ضحى الغد، في حين ان بلوغها الغد ربما أدى بها وبالبلاد لكوارث لا يعلم مداها إلا الله !!
قبول الحكومة بالمبادرة الاثيوبية (بعد رفضها) بشدة في السابق، رغم انه يظهرها بمظهر (المتأرجحة والمهزوزة) القرارات ويكثر من شامتيها ويرفع عقيرتهم بالقول (ماكان من الأووووول وماقلنا ليييييكم ) ! إلا ان المكتوين بجمرات النار الحارقة في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان أظن أن لسان حالهم يقول ( ربنا يهديك ياحكومة ويرجعك دوما لعقلك) !!
جاءنا في الأخبار أن الرئيس عمر البشير رحب بالمبادرة وقال إنها تؤكد حرص إثيوبيا على أمن وسلامة السودان )
وأضاف: أن “زيناوي كان يدافع عن السودان في كافة المحافل الإقليمية والدولية، وحتى في اللقاءات الشخصية مع الأطراف الأخرى) . ولا يسعنا حيال ذلك إلا ان نقول الحمد لله وربنا يهدي نفوس الحكام لصالح الشعوب المحكومة والمظلومة والمكتوية بلهيب عنت وعناد وغباء الحكومات وجبروتها !!
وأيا كانت نتائج المبادرة التي طرحها زيناوي وحتى إن أثبتت فشلها نعود للقول (يكفي الرجل شرف المحاولة) وحديثه الطيب الذي جاء فيه (إن الغرض من مبادرته هو إيجاد حلول سلمية ترضي كافة الأطراف في السودان والجنوب) !!
ويبقى الرجاء وكامل المنى ان يأتي على بلادنا العزيزة يوما لا (نشحد) فيه الآخرين مالاً أو مساعدات ولا (مبادرات) لحلحلة مشكلاتنا !
ويظل دوما الأمل في شعب السودان أكبر وأسمى لحل كل مشكلاته ..
اللهم لاتجعلنا منكسرين ومهزومين ومغلوبين على امرنا .. يارب !!
و
الشعب يريد الأمن والسلام !!

نادية عثمان مختار
مفاهيم – صحيفة الأخبار – 2011/8/23
[email]nadiaosman2000@hotmail.com[/email]