جعفر عباس

التيوس والإجهاض.. يا حرام


التيوس والإجهاض.. يا حرام
كان الله في عون دول الخليج التي إذا ما ردت على الحجج الزاعمة بأنها تسيء معاملة الآسيويين، انفتحت عليها صنابير الاتهامات بأنها لا تحترم حقوق التيوس، بدليل أنه ليس لديها جمعية لحماية التيوس أو الأرانب، وقد تواجه إمارة عسير في جنوب السعودية على وجه التحديد اتهامات بأنها لا تكفل الحياة الكريمة للقرود، وهي تهمة «لابسة» ومؤكدة، وقد شاهدت بنفسي كيف ان القرود في أودية عسير وتهامة تعيش في ظروف مزرية بين الأشجار والحجارة في الجبال، من دون ان تفكر أي جهة في إيجاد مساكن لائقة لها تكون مزودة بأنظمة تكييف وتدفئة، ولعل السلطات في عسير نسيت ان القرود، في ظل العولمة، تعتبر في مرتبة أفضل من البشر، بحكم أنها – بموجب نظرية داروين للنشوء والارتقاء – تعتبر أجداد وجَدَّات بني البشر، يعني هي المالك الأصلي للأراضي التي تتنقل بين وديانها وكهوفها ومن حقها بموجب قانون الأراضي ان تمنح صكوك ملكية تلك الأراضي!! ولا يعني كون أن قطار التحول الى بشر فات قرود عسير أن تُعامل مثل «حيوانات» برية!!.. الخواجات عادلون ومنصفون ففي أمريكا وأستراليا مثلا أبادوا السكان الأصليين، وبعد ان بقيت منهم أقلية هزيلة، أعطوهم حقوق تملك أراضي أجدادهم، وطبعا اختاروا لهم أراضي لا ينبت فيها حتى الصبار! أما مسألة حقوق التيوس فقد أثيرت من قبل جمعيات الرفق بالحيوان العالمية بعد ان تم احتجاز 204 تيوس عند نقطة حدود جمركية سعودية، إثر الاشتباه في أن تلك التيوس كانت تحمل في أحشائها بالونات ممتلئة بحبوب مخدرة، وقال شاهد – عيان طلب عدم ذكر اسمه – انه شاهد تلك التيوس تقف في العراء – أي والله العظيم، في العراء في حر الصيف القائظ – وشاهد أيضا أطباء بيطريين يخدشون حياء التيوس بأيديهم، وأضاف الشاهد انه متأكد من ان التيوس تعرضت للتعذيب بدليل أنها أصيبت بالاسهال الشديد، ولكن الشاهد استدرك قائلا إنه لا يستطيع ان يجزم بأن التيوس أرغمت على الخضوع لعمليات إجهاض رغم أنه رأى أكياسا كتلك التي تحوي الأجنة تسقط من مؤخرات التيوس إثر نوبة الاسهالات التي اجتاحتها،.. وتفيد اتصالات وتحريات أجرتها هذه الزاوية بأن رواية هذا الشاهد صحيحة في معظمها، غير أن حكاية اجهاض التيوس بدت غير مقنعة، وخاصة ان السلطات البيطرية السعودية لم تؤكد ما إذا كانت تلك الحيوانات التي تم ضبطها في النقطة الحدودية إناثا متنكرة في هيئة تيوس لأمر ما مريب،.. ومن جهة أخرى فان الصحيفة التي أوردت خبر اعتقال التيوس قالت ان ما حسبته وكالات الانباء الأجنبية أجنة و«بيبيات» سقطت من بطون التيوس، كانت في واقع الأمر أكياسا تحوي حبوبا مخدرة، غير أن برجيت باردو الممثلة الفرنسية التي صارت الناطق الرسمي باسم التيوس والحمير والضفادع – بعد أن انصرف عنها بنو البشر، فرغم انها كانت تعرض لحمها كاملا امام الكاميرات فإنها لم تفلح قط في العثور على بعل منذ ان طلقها روجيه فاديم وهي دون العشرين – المهم باردو قالت ان التهمة الموجهة الى التيوس ملفقة.
على كل حال لو كان صحيحا ان التيوس كانت تحمل في احشائها مخدرات وانه تم انزال تلك المخدرات من بطونها بمواد مسهلة وملينة، فإنني أتمنى عدم مصادرة تلك المخدرات بل توزيعها مجانا على «الزبائن».. على أمل أن المخدرات المخلوطة بروث وبعر التيوس قد تصيبهم بالغثيان فيكفوا عن إيذاء أنفسهم وغيرهم بتعاطي المخدرات والتصرف كالحيوانات.

[EMAIL]jafabbas19@gmail.com [/EMAIL]