جعفر عباس
إنترنت ودندرمة
المهم.. الإنترنت شيء بديع وخطير، وبما أنني أعتزم ترشيح نفسي للانتخابات الرئاسية في السودان فسيتضمن برنامجي الانتخابي توفيره للجميع بسعر الكلفة، أي أن تدعم الحكومة هذه الخدمة الاستراتيجية بوصفها الأداة الكفيلة بإلحاقنا بالقرن التاسع عشر لننطلق منه إلى القرن العشرين، وحتى في المناطق التي لا توجد بها كهرباء سأتولى توفير الإنترنت فيها بالفحم أو الديزل أو البخار، وبالطبع فإن هناك من يقيمون مأتما وعويلا كلما طرح العلم جديدا يجعل الحياة والتعامل بين الأحياء أكثر يسرا: الإنترنت خطر على الأخلاق والقيم..أخلاق يهددها الإنترنت لا معنى للدفاع عنها، ومن يدمر الإنترنت قيمه الأخلاقية «ما يلزمناش»، وأتذكر جيدا العويل الذي صاحب ظهور الهاتف الجوال، وكيف تكاثر من كانوا يحذرون من أن بعض البنات شوهدن وهن يستخدمن الموبايل (يا للهول).. تلك فئة لا تحسن الظن بالنساء وتحسب أن المرأة كائن نزق لا يستطيع الصمود أمام أي إغراء أو غواية، وبمنطق هؤلاء فإن كل شيء يمكن أن يكون خطرا على القيم والمثل والأخلاق، السيارة خطرة لأن البعض يستخدمها للمعاكسات، والقلم خطر لأن هناك من يستخدمه لكتابة الرسائل الغزلية، والأكل المغذي خطر لأنه ينشط الرغبة الجنسية، والتعليم خطر لأنه يؤدي إلى دراسة الجهاز التناسلي مما يؤدي الى الإباحية، والإنترنت بالتأكيد فيه مواقع كثيرة يقشعر لها البدن من فرط إباحيتها وتفاهتها، ولكن الشبكة العنكبوتية بها بحر متلاطم من المعارف والعلوم يستطيع شخص مثلي كل علاقته بالعلوم الطبيعية هو أنه يعرف أن الماء يسمى «اتش تو أو» O2H وكنت قبل عصر الإنترنت أعتقد أن تلك الأحرف اختصار لاسم «حسنين 2H عثمان O »، وأكثر ما يعجبني في الانترنت أنه أعفاني من الحرج الذي كان يلازمني كلما سألني أحد عيالي سؤالا في العلوم أو الرياضيات، وكنت في أحيان كثيرة أغلق باب الحمام على نفسي لأحل مسالة رياضية أو أجد إجابة عن سؤال عويص يتعلق مثلا برفض الأقطاب المغناطيسية المتشابهة الوفاق والمصالحة، أما الآن فإن أي سؤال يقابل برد جاهز: أنا مش فاضي.. افتح الإنترنت.. ومن فرط إعجابي بالإنترنت فإنني أصبحت معجبا بالأمريكيين، ونادما على تلك السنوات التي كان الشيوعيون الملاعين يستدرجوننا فيها للهتاف بسقوط أمريكا كلما مررنا بشارع الجمهورية بالخرطوم، حيث مبنى سفارتها القديمة: داون داون يونس ايه، (مسكين يونس الذي كنا نهتف بسقوطه)، وقد نجح الشيوعيون في جعل الهتاف بسقوط أمريكا فرض عين في كل مظاهرة سياسية بالدرجة التي خرجت فيها مظاهرة في الخرطوم في السبعينيات، بإيعاز من الأمريكان، ضد الوجود السوفييتي في أفغانستان ومر المتظاهرون أمام السفارة الأمريكية وهتفوا: داون داون يو اس ايه! [EMAIL]jafabbas19@gmail.com [/EMAIL]
ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان
هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة