نادية عثمان مختار

زيارة الرئيس واعترافات غندور وبركات ( الخيمة) !!


زيارة الرئيس واعترافات غندور وبركات ( الخيمة) !!
بعض أقاويل وثرثرة صحافيين تناقلتها المجالس بأن السيد رئيس الجمهورية عمر البشير شخصيا سيحضر لـ (خيمة الصحافيين) الرمضانية السنوية التي تنظمها مؤسسة ( طيبة برس) للإعلام ؛ فقلت إن صدقت (القوالات) وحضر الرئيس إذن هي السانحة والفرصة الذهبية لحديث (حر) وفي الهواء الطلق بحديقة نادي الضباط تستوعب كل أسئلة أهل الصحافة والإعلام ومختلف الشخصيات والفئات الأخرى التي تحرص على حضور فعاليات الخيمة بشكل يومي بكل مافي برامجها من لقاءات ساخنة مع عدد من المسؤولين، وكذلك فسحة الترويح عن النفس من خلال الطرب المبثوث على هامش سخونة اللقاءات ومحاورها!
لو حضر الرئيس لتلك الخيمة إذن لكان اللقاء جماهيريا والأسئلة دون رقيب ولا مرور على المكتب الصحافي لسيادته ولا يحزنون؛ لنسأل عن أمور عدة غير مرتب لها وتأتي كيفما اتفق؛ لتجيب عن أسئلة كثيرة تدور في رؤوس العباد عن أحوال البلاد بما فيها من مشكلات لا حصر لها !
الأسئلة التي وجهت للقيادي بالمؤتمر الوطني ورئيس الاتحاد القومي لنقابات عمال السودان بروفيسور إبراهيم غندور من خلال لقائه بالصحافيين في مساحة حرة من خلال الخيمة جعلته (طوعا او كرها) الله اعلم ! يتحدث بكل صراحة وطلاقة ومكاشفة ووضوح معترفا بأخطاء حكومته في عدة أمور كان أهمها اعترافه بخطأ الحكومة في سياستها التي اتبعتها لتشريد العاملين بالخدمة المدنية والعسكرية تحت مسمى (الإحالة إلى الصالح العام)!!
وهو اعتراف لو تعلمون عظيم، يستوجب الاعتذار لكل من طالته تلك السياسة الرعناء فشردته وأسرته وقطعت عيشه، وأحالت معيشته عذابا، فقد قال الرجل بكل صراحة مشكورا (هذا خطأ نقر ونعترف به) وبما ان الاعتراف بالخطأ فضيلة فالأفضل من ذلك الاعتذار والرجوع لجادة طريق الحق ورد الحقوق لأهلها !!
اما حديثه عن (ارتفاع الأسعار الذي يضرب الأسواق هذه الأيام) وقوله بأنه قد ولد شعوراً بالإحباط داخل أروقة المؤتمر الوطني، وعبارته بأن (ارتفاع الأسعار أمر محبط وأن انفلاتها يحسسنا بالمرارة) جعلني أهتف بإحساس أكثر مرارة من تلك التي يتحدث عنها بروفيسور غندور؛ لأننا نحن ابناء هذا الشعب الفقير الى الله (أصحاب الوجعة) والمكتوون بنار الأسعار، فاذا كان سيادته يقول بأن الحكومة بجلالة صولجانها قد تأست لحال الشعب وأحبطت من انفلات الأسعار وشعرت بالمرارة فمابال المتجرعين كأس المر علقما يسري في ( المصارين) ؟!
اما حديثه عن الاجتماع الطارئ الذي قال إن اتحاد العمال عقده أمس الأول للنظر في قضية ارتفاع الأسعار، وخروجه بقرارات حاسمة سيعلن عنها قريبا بشأن تلك الارتفاعات المتسارعة فهذا حديث نرجو ان لا يكون للاستهلاك الإعلامي وأماني ليل مدهونة بالزبدة تذيبها شمس النهارات الرمضانية الملتهبة كما التهاب واشتعال الأسعار دون هوادة ولا رحمة برحمة الشهر الفضيل ولا حتى بإطلالة عيد الفطر المبارك !!
الشعب ياسادة يريد ان يخرج الهواء الساخن في رئتيه ويصرخ في الهواء الطلق ليقول للمسؤولين ماهو ممنوع قوله داخل الغرف المغلقة !!
و
بركااااااتك ياخيمة !!

نادية عثمان مختار
مفاهيم – صحيفة الأخبار – 2011/8/28
[email]nadiaosman2000@hotmail.com[/email]