الفاتح جبرا

الاختشوا ماتوا


[JUSTIFY]
الاختشوا ماتوا
في كل بلاد العالم هنالك نظام للضمان الإجتماعي أو التأمينات الاجتماعية ينشأ من أجل حماية العاملين وأسرهم عند تعرضهم لأى من مخاطر الحياة المتمثلة في الشيخوخة والعجز والوفاة وإصابات العمل وما إلى ذلك حيث يتم إستقطاع نسبة من مرتب العامل على مدى سنوات عمله حتى إذ ما تقاعد لأى سبب كان يقوم نظام التأمينات بإعادة هذه الإستحقاقات له على داير المليم (وفى بعض الأنظمة معاها حاجه) نتيجه الأرباح التى يجنيها (النظام) عبر أكتنازه وتدويره لهذه الأموال الطائلة .
يعني بالعربي كده نظام التأمينات الإجتماعية معمول (أساساً) من أجل تأمين حياة (كريمة) للمشتركين فيهو بعد تركهم للعمل عشان الناس دى بعدما تتقاعد ما تمشى (تشحد) وكده ، عندنا (كالعادة) فالوضع مختلف تماماً .. وقد تعرفت على هذا الإختلاف من خلال عدة رسائل وردتنى عبر البريد الإليكترونى يشكو أصحابها (لطوب الأرض) ورب السماء عما يقوم به (الصندوق القومي للضمان الإجتماعي) من (همبته) وقلع (راسو عديل) !
تخيل معي عزيزى القارئ أن جميع العاملين في طول البلاد وعرضها .. في القطاع الخاص والهيئات العامة والشركات والبنوك وأصحاب الأعمال الذين يستخدمون عاملاً فأكثر وأصحاب المهن الحرة وأصحاب الحرف (الناس دى كووووووولها) شهرياً يذهب ما يعادل 25% من مرتبها (7% المؤمن عليه و18% صاحب العمل) إلى هذا الصندوق الذى من أولي مهامه (ضمان) حياة كريمة لمشتركيه الذين يودعون بعض من مرتباتهم لديه (بالسنوات) !
طيب .. ماذا يفعل (الصندوق) بكل هذه الأموال ؟ سألت أحد الذين (يشكون لطوب الأرض) فأجابنى :
– شوف يا أستاذ معظم الأبراج الشاهقه فى أحسن مواقع في الخرطوم دى بتاعت الصندوق ! ومش كده وبس كمان أغلب المخططات السكنية القاعدين يعلنوا عنها فى الجرائد والتلفزيونات دى بتاعت الصندوق ! ومش كده وبس الصندوق ده عندو شركات شغاله في سوق الله وأكبر ده .. ومش كده وبس !
– أها شنو؟
– بنص القانون يا أستاذ كل أموال الصندوق الثابتة والمنقولة وجميع عملياته الإستثمارية مهما كان نوعها (معفاة) من جميع أنواع الضرائب والرسوم والعوائد والعمولات التى تفرضها الحكومة أو أى سلطة أخرى ! يعنى بيستثمروا فى قروشنا دى لا ضرائب لا رسوم لا عوائد لا يحزنون ! يعنى (ربح) مضمون !
– طيب وإنتا المزعلك هسه شنو؟
– أيوااا يا أستاذ ح أقول ليك بس في الأول إنتا متأكد إنك أخدت حبوب (الضغط) الليله !
– قول عادى بقينا نتوقع أى حاجه فى البلد دى !
– طيب يا أستاذ قول أنا أشتغلتا عشرين سنه ومشيت أشيل قروشى الكان بيستقطعوها منى الناس ديل وقاعدين الزمن ده (كووولو) يستثمروها ويشغلوا فيها مفروض يدونى أرباح عليها كم؟
– والله أنا بفتكر إنو يشوفو نسبة (الأرباح) السائده كم ويضربوها ليك فى عشرين سنة حسب كمية قروشك العندهم ! ويدوك ليها زائداً إجمالي المبلغ الأساسى الكانو بيستقطعوهوا !
– إنتا يا أستاذ (موتوأكد) إنك بلعتا الحبوب !
– يا زول قول .. يعنى ح يكون أكتر من (الخط الإتسرق) !
– الناس ديل يا أستاذ بعد (جري ومساسقة) أدوني قروشى ناقصة 18%
– (في إندهاش) : معقوله ؟ ليه كده ؟
– (وهو يضحك باكياً) : قال أيه رسوم إدارية !!

كسرة :
إدارية يا ظلمة !! الإستثمار قروشوا خليناها (وما عارفنها بتمشى وين) .. كمان تشيلو من (اللحم الحي) والله صحى الإختشوا ماتوا .. حسبنا الله ونعم الوكيل حسبنا الله ونعم الوكيل ..!
[/JUSTIFY][/SIZE]

الفاتح جبرا
ساخر سبيل
[email]gabra-media@hotmail.com[/email]