الفاتح جبرا

بالكربون


[JUSTIFY]
بالكربون
تبدأ الحكاية كالعادة بالتساؤل المبكر .. رمضان شهر كم؟ (ثم) .. رمضان فضل ليهو كم شهر؟ تكون الإجابة : زي شهرين كده .. (ثم) زى إسبوعين كده .. تبدأ أسعار السلع الضرورية في الإرتفاع ويختفي (السكر) إذ يجد بعض التجار في هذا الشهر الفضيل فرصة لتنظيف جيوب المواطنين (الخالية) ! من أجل إكتناز الأموال (الحرام) ثم يصومون بعد ذلك رمضان إيماناً وإحتسابا تقرباً إلى الله الذى يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
وبعد أن يستعد الجميع لمقابلة الشهر الكريم يبدأ السؤال : رمضان (ذاعوهو)؟ السعودية قالت بكرة أول يوم في رمضان ؟ لو السعودية قالت بكرة رمضان معناتو نحنا ح نصوم معاها .. بالفعل تعلن السعودية عن ثبوت رؤية هلال رمضان فتثبت الرؤية عندنا .. ويطلع بكرة رمضان فتفتح (موبايلك) لتجد أن هنالك (مليون) رسالة (جماعية) قد وصلتك من الأهل والمعارف والأصدقاء يهنئونك بحلول الشهر المبارك لتمسك بالموبايل بقية الشهر في محاولة للرد عليهم !
تتغير الساعة البايولوجية للمواطنين .. سهر بالليل .. نوم بالنهار .. يتعطل دولاب العمل .. تتكرر نغمة (تعال بعد العيد !) .. علي صفحات الصحف تطالعك أخبار (الإفطارات الجماعية) .. وعلى الشوارع تطالعك ملصقات (الحفلات) التى يحييها الفنانون .. المطرب فلان الفلانى على مسرح نادى أيه مش عارف يوم (كدا رمضان) .. التذكرة (عشرة جنيهات) .. المطربة علانة العلانية .. ومعاها فرقة (مين كده) الكوميدية .. سعر التذكرة (عشرين جنيه) .. !
تبدأ القنوات التلفزيونية المحلية في بث ذات البرامج التى بثتها في كل رمضان .. بنفس المذيعين .. ونفس (الضيوف) .. لابد أن تستمع لذلك المستمع الذى يسأل (مولانا الشيخ) فى ذلك البرنامج الدينى (يا مولانا الحقنة بتفطر؟ ) أو ذلك الذى يسأل (الزول كان بلع ريقو بيفطر؟) !
ثم تستمع في أحد البرامج لإحدى المذيعات النوابغ تسأل ضيفها ذلك السؤال التأريخى عن الفرق بين رمضان زمان ورمضان هسه !
تبدأ بعض الأسر بالتحلق حول التلفاز لمشاهدة المسلسلات العربية (العارية) التى أعدت خصيصاً للشهر الفضيل بينما يجلس البعض الآخر متحلقاً حول التلفاز لمشاهدة مطربي برنامج أغاني واغاني وهم يجلسون (متفرجخين) بتلك الطريقة (البشعة) التى يبدو أن المخرج (متكيف منها) بينما (قدور) يمسك بعصاه ويقهقه ضاحكاً بطريقة أكثر (فرجخة) !
لا تلبث ان تستمع إلى من حولك يقولون (رمضان نصو إنقطع) .. (ثم) خلاص فضل ليهو أسبوعين (ثم) بكرة (الجمعة اليتيمة) .. تبدأ الإذاعة في بث أغنية (شهر الصيام ودعتنا) .. على الشوارع تطالعك ملصقات (حفلات العيد) التى يحييها الفنانون .. المطرب فلان الفلانى على مسرح نادى أيه مش عارف (أول أيام العيد) .. التذكرة (عشرة جنيهات) .. المطربة علانة العلانية .. ومعاها فرقة (مين كده) الكوميدية (ثاني أيام العيد).. سعر التذكرة (عشرين جنيه) .. !
(ثم) أها العيد قالوا بالخميس وللا الجمعة ؟ .. وعندما تأتي الأربعاء يتساءل الناس .. رمضان (ذاعوهو)؟ السعودية قالت بكرة العيد؟ لو السعودية عيدت معناتو نحنا ح نعيد .. بالفعل تعلن السعودية عن ثبوت رؤية هلال شوال فتثبت الرؤية عندنا .. ويطلع العيد يوم الخميس فتمتلئ الأسواق بالمواطنين (ما العيد جاء فجأتن وكده) كما تمتلئ بأكوام (نفايات) مخلفات البيع من أكياس وكراتين وخلافه والتى تعمل المحليات على الأبقاء عليها لتقف شاهداً على (عجزها) فى مجال تقديم الخدمات (وتألقها) فى (هبر) الجبايات !
وتبدأ ربات البيوت فى عمليات (النظافة) التى تستمر حتى وقت متأخر من الليل حتى ما إذا لاح صباح العيد السعيد كانت معظم الأسر تغط في نوم عميق !
تفتح المذياع فتأتيك أغنية .. (يا عيد تعود يا عيد) .. ثم تليها (العيد الجاب الناس لينا ما جااابك) .. ثم تستمع في أحد البرامج لإحدى المذيعات النوابغ تسأل ضيفها ذلك السؤال التأريخى عن الفرق بين (العيد زمان والعيد هسه) !
تطالع فى الصحف أخبار الحوادث المرورية التى حدثت أثناء العيد باص وحافلة .. حافلة وبوكس .. أمجاد وبص مع صور المصابين والضحايا وصور المركبات المهشمة التى لم يتم فحصها والتأكد من سلامتها لضمان سيرها على الشوارع (المهترئة) التى لا توجد بها لافتات إرشادية ولا حتى (إضاءة) !
وسط إنهماكك بالتفكير في الوضع المأساوى الذى تعيشه بعد أن (لحس العيد) كل (الميزانية) وأصبحت جيوبك خاوية والشهر (لسه ممدد) تقوم بفتح (موبايلك ) لتجد أن هنالك (مليون) رسالة (جماعية) قد وصلتك من الأهل والمعارف والأصدقاء يهنئونك بحلول العيد المبارك لتمسك بالموبايل (لحدت العيد الجاى) في محاولة للرد عليهم !
كسرة :
حياتنا كوووولها ذاااتا بقت (بالكربون) !
[/JUSTIFY][/SIZE]

الفاتح جبرا
ساخر سبيل
[email]gabra-media@hotmail.com[/email]