نور الدين أبوبكر : العفو الرئاسي
وغداً سيعتقل سياسيون آخرون!
وسيحتاج الوضع مرة أخرى لعفو رئاسي!!
فالأسباب التي أدت إلى الاعتقال السياسي لا تزال هي الأجواء التي سبقت العفو الرئاسي واعتقل السياسيون بها.
والمساحة التي (تمنح) للحراك السياسي لا (تشبع) القوى السياسية و(تمكنها) من تنفيذ أجندتها السياسية.
الحريات لم تكتمل وهي (حق مكتسب) من وجهة نظر المعارضة.. وليست منحة.. وليست أطر نقاش وفقاً (لنظر) طرف دون الآخرين.
والحريات تعني تبصير الشارع العام بكل تفاصيل مفاصل الحكم بكافة محاوره السياسية والتشريعية والتنفيذية.
والحريات تعني (تحرك) الشارع بإرادته وفقاً لنشاط قواعد الأحزاب وحق التظاهر دون استئذان وفورمان!.
وحقوق الإنسان ونصوص قوانينها الدولية معنية بكل أمر الإنسان. فهناك حق التعبير.. وحق التظاهر والحقوق المدنية والحق الاقتصادي.
وفي السودان مفوضية الحقوق الاقتصادية!.
العفو الرئاسي يستمر اليوم وغداً (معتقلون) جدد!
الحكومة تستمر بحزب واحد لأكثر من عشرين عاماً والآخرون في دور (كمبارس) وآخرون ناقمون.. فلا بد من حرية كاملة..
حرية: كاملة حتى لا يكون هناك (معتقل) سياسي!.
ومواقف المعارضة معلنة.. وفي آخر لقاء إعلامي للأمين السياسي للمؤتمر الشعبي كمال عمر قال إن لقاء البشير بالترابي بيد الرئيس.
وفسر الأمر بشروط لا جديد فيها.. فترة انتقالية.. وإطلاق الحريات.
ما هي مساحة الحرية المطلوبة ..
هذا أمر لا يمكن حسمه في السودان وكل العالم الثالث.. ولا يمكن حسم الجدل البيزنطي من يحكم السودان أو كيف يحكم..
وهذا هو سر استمرار الاعتقالات السياسية.
ومهما كان الكرم الرئاسي .. و(النية) الصادقة للرئيس في (لملمة) القوى السياسية والاتجاه نحو استكمال العقد الوطني.. إلا أن العفو الرئاسي سيتكرر ويستمر..
فالقضية ليست حرية أو ممارسة للعمل السياسي بقدر معلوم..
حرية بقدر (يتيح) إسقاط النظام..
هذه هي العقلية.. اذهبوا .. (نحن) أو الطوفان..
* هل تعتقد (أنت).. أن أمر المعتقلين السياسيين انتهى؟
صحيفة الإنتباهة