عبد اللطيف البوني

عقاب جماعي


عقاب جماعي
* يمكن أن نقول في الصحف الرياضية ما لم يقله الطيب مصطفى في باقان وعرمان، والعكس كذلك يؤدي نفس المهمة، ويمكن أن نقول فيها ما لم يقله جعفر الشيخ إدريس في حسن الترابي وهنا لا يوجد عكس، أو ما لم يقله عادل الباز في الاتصالات (أحسن نخليها كدا عامة)، أو ما لم يقله كتاب المريخ في الهلال والعكس كذلك ممكن، فيكفي أن الصحف الرياضية في حالة ازدياد والكرة السودانية في حالة تناقص وانتصاراتها في حالة تراجع “بيني وبينكم الكرة السودانية لم تكن لها انتصارات تذكر مقارنة مع تاريخها ولساننا الطويل” ولكن في الآونة الأخيرة أصبحت هزائمها أكثر والصرف عليها أكبر فصارت كالعروسة التي أطلق لها البخور وغمرت بالطيب بينما هي مسترسلة في إطلاق الروائح غير الكريمة (طبعا المثل هنا معروف فإذا أوردناه كما هو ربما لحقونا الصحف الستة).
* نحن هنا لسنا بصدد انفلات النقد الرياضي فهذا واضح لكل من يطالع الصحافة الرياضية ولكننا بصدد العقوبة الجماعية التي وقعها مجلس الصحافة وكذلك ما اتخذه بشأن هذا العدد الكبير من الصحفيين الرياضيين، فالعقوبة الجماعية التي تأخذ البريئ بذنب المجرم لا تقرها شريعة ولا قانون فالتفلت المشار إليه لا بل المتفق عليه لم يحدث بين عشية وضحاها، ولم يصدر بشكل جماعي، فكان ينبغي من أول علامة حياد عن الطريق القويم أن يتدخل المجلس ويعاقب من حاد عقوبة رادعة للمخطئ وزاجرة للآخرين، كان يمكن حتى معاقبة صحيفة كاملة لتكون عظة للأخريات، ولكن أن تتفرج الجهة المسؤلة على الخطأ وهو يقع أمامها ثم تنتظر تفاقمه ثم شيوعه وتعاقب الجميع فهذا يدخل في خانة الاستدراج والتفخيخ، ونحن نربأ بجهة محترمة كمجلس الصحافة أن تفعل ذلك.
* الصحافة الرياضية أصبحت حقيقة واقعة مهما كان رأينا فيها قامت بقانون ونفذت كل مطلوبات قانون الصحافة وأوامر المجلس ودفعت المعلوم بدليل التصديق لها بالصدور، ثم أصبحت لديها عمالة يومية وشهرية لا بل هناك من استثمر فيها فأصبحت مصدر رزق وعائلا لأسر كثيرة والأهم هناك من لا يقرأ غيرها، فمن غير المعقول أن يجد كل هؤلاء أنفسهم مفكوكين عكس الهواء، ومن ناحية رياضية فالصحافة الرياضية ليست كلها مساوئ بل لديها محاسن إذ إنها حفظت جذوة الرياضة وجعلت الإقبال على الاستادات كبيرا وملأت فراغ الكثيرين بما تثيره من جدل قد يكون صحيحا أحيانا، إن مجرد زيادة عدد رواد أكشاك الجرائد يعتبر حسنة كما أن هناك شبابا يكتب في الصحف لديه فكر رياضي متقدم ومفردة أنيقة وأسلوبه في غاية التهذيب وهناك الساخر المسلي فلماذا يعاقب هؤلاء بجريرة غيرهم؟
* تجاوزات الصحافة الرياضية ممثلة في بعض كتابها واضحة جدا فهي تستعمل ألفاظا غير لائقة في وصف الفريق الخصم وتخرج كثيرا من الميدان إلى أشياء لا صلة لها بالرياضة قد تصل مرحلة الأعراض، باختصار تركت هذه الصحف اللعب على الكرة وذهبت للعب على أجسام اللاعبين والإداريين لا بل الصحفيين أنفسهم فطالما أن التجاوزات واضحة فالعلاج هو الآخر واضح فوضع لائحة أو قانون يعاقب كل من يتجازوه صحفيا كان أم صحيفة كان يمكن أن ينقي الصحافة والوسط الرياضي من كل الهواء غير النقي ولا يحوج لهذه المجزرة. إن كان هناك رأي رسمي يرى أن كثرة الصحف الرياضية مهدد أمني أو أخلاقي أو حتى مثبط رياضي يمكن أن يطرح هذا على طاولة البحث ويناقش مع أصحاب الشأن ويحل الأمر بالتراضي تحت قاعدة لا ضرر ولا ضرار فهذا الصحف صدرت بقانون فإن كشف التطبيق عيبا في هذا القانون ينبغي أن لا يضار من امتثل لذلك القانون، فيا أيها السادة تراجعوا عن هذه العقوبة الجماعية فالقانون الحالي فيه ما يقوم كل الأمور فنعم لصحافة رياضية راشدة ولا للعقوبة الجماعية.

حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]