رأي ومقالات

احمد بشير الطيب : وين يا تتى ؟

[JUSTIFY]جدل في سوق الشجرة وتفجر لصراع بين رجل الطريق الشيخ الأمين عمر الأمين ، وبعض من سكان حي بيت المال (قبل شهور) ، وقوات الأمن تعيد الأمور إلى نصابها ، من بعد تفجر الوضع في السابق ، والجرح يلتئم الآن بفضل نسيج مجتمع أم درمان القابل للرتق من بعد الفتق والعافية ، وإحداهن تسألني عن الحاصل ، والحاصل شنو ؟ وأجيب السائلة بنكتة لتخفيف المُصاب ، خاصة وأن الجرح قد إلتأم ، وهذا هو المطلوب ، والنكتة تقول عن مرور إحدى الحسناوات بمساجين ، وأحد المساجين لشدة ما لاقى (فى غياهب السجن) ، يغازل الحُرة و يقول : وين يا تتى ؟ والمرأة العالمة ببواطن الأمور وظواهرها ، وحال السجين وأجواء المعصية ، تعمد لإطلاق النكتة التالية للتخفيف عليه ، وفى استعطاف لحالة المسكين وهى تقول : كُر علىّ ، انت مسجون من زمن تتى ، سمعتُ إفادة لشريحة كبيرة من الناس عن الحاصل ، وشاهدتُ ما قد حصل ، وأود التأكيد على مكانة شيخ الأمين في البدء ، وأن الرجل قد استطاع أن يجذب إليه شريحة كبيرة من الشباب ، رغم اختلاف الناس عليه وعلى شريحته ، وهى شريحة لم يستطيع غيره من الشيوخ التأثير فيها ، وهذه حقيقة تؤكد على مغنطيسية الرجل العالية ، وذلك من أسرار وطبائع الرجل ، وذلك فضل من أفضال الله عليه ، وفضل الله يؤتيه من يشاء ، رغم أن البعض ينتوش الشيخ ، بأن ليس لديه سندٌ متصل من (كابر إلى كابر) ، ولم أجد أصل في الدين لهذا الادعاء ، وهذا مردود على من قالوه ، وإلتفاف شريحة الشباب حول الأمين يؤمن على السند ، فالتفاف الناس حول زيد أو عبيد لا يأتي من فراغ ، بل بالعمل وبعض طبائع الأشياء ، نعود للنكتة أعلاه ثانية ، للمساجين والطلقاء ، لنؤكد أن شيخ الأمين أكد للصحافة (في حينها) أن سبب الإشكال تشبيب أحد أبناء الشارع بإحدى منسوبات الطريق ، والتشبيب هو عين الغزل ، وكان بإمكان الفتاة المشبب الرد ببساطة على المتشبب (نحن كده إنتو كيف) ، كما ردت الحرة على السجين إياهو وتنتهى المشكلة ، وهذا من نسيج حكمة نسيج أم درمان الذي اشرنا إليه ، أو تدعو له بالهداية ، والهداية من صميم عمل الطريق في الدعوة إلى الله ، لاختلاف رجل وفتاة الطريق عن رجل وفتاة الشارع ، وهذا هو الفرق ، والفرق يدفعه الشيخ وأتساع ماعون المسيد ، والحلم سيد الأخلاق ، وضرورة النظر بعين الرحمة لهؤلاء ، وحاجتهم لعزائم الشيخ وعفو حوارييه ، فرسالة المسيد تعمد على إجراء جراحات التجميل للناس ، وإرجاعهم إلى المجتمع ، ونؤكد أن مظهر حواريي الشيخ الأنيق ، يدفع عند آخرين ، بمكون الحسد ، والذي جبلت عليه طبائع الناس ، ولا ننسى المكون الطبيعي للشارع ، وألسنة بعض الخلق الضارة ، والفراغ العريض الذي يعيشه الناس ، والكلام عن الجكسى والمحاية الببسى ، كل هذا وذاك يدفع بالأذى في درب الشيخ ودروب حوارييه ، والأمر يتطلب السعة للتفريج ، وقبول الجار الجنب والصاحب بالجنب ، رغم صعوبة ذلك ، والصعب يسير في درب من أختار من الطرق أصعبها ، وهى إصلاح القلوب ونذكر : أن في الجسد مضغة ، لو صلحت لصلح سائر عمل المرء ، ولو فسدت لفسد سائر العمل ألا وهى القلب ، نحن واثقون من مبضع جراح القلوب ، وواثقون من عودة مريض القلب ومعاودة العافية ، العافية طالما ظل هنالك شيخ مترفق وحواريين ، ونهدي الشيح وحوارى أم درمان التحايا والتجلة والدعاء ، ونهدى الشيخ الحب ، ومن صميم قلوبنا المتعبة ، فبالحب وحده يحيا الإنسان ، ونحن في انتظار الدور لإتمام العملية ، وانفتاح باب المسيد على مصراعيه ، لقبول رجل الشارع وحوار الطريق سوا سوا ، وانتهاء الصراع بين الشارع والطريق ، ولا ننسى أن الشارع والطريق فى العرف هما اسمان لمسمى واحد لولا السياسة ، والسياسة هى خبر لولا المرفوع لأولى الأمر … قاتل الله السياسة …

صحيفة المشهد الآن [/JUSTIFY]