نادية عثمان مختار

نائب الرئيس .. راضي ولا زعلان ؟!!


نائب الرئيس .. راضي ولا زعلان ؟!!
( صحى من نومو ولقى كومو) هكذا يقولون في الأمثال لمن استيقظ من نومه فوجد لديه خيرا كثيرا لم يتعب فيه ولم يسع له، بل وربما لم يكن يراوده في أحلامه !!
تذكرت هذا المثل أثناء مطالعتي لجزء من حوار في صحيفة (الرأي العام)
جاء فيه أن د. الحاج آدم نائب رئيس الجمهورية المعين مؤخرا لم يعلم عن أمر منصبه شئيا، ولم يخبره أحد بذلك، بل إنه تفاجأ مثله (مثلنا) بالخبر حيث قال سيادته (تلقيت خبر تعييني عندما كنت في بيت عزاء ليلاً مع أخونا عيسى بشرى، فعندما كنت هناك جاءني شخص وأبلغني بالقرار ولم أُخطر من قبل بما يجري) !! سبحان الله ! إذن فقد كان ذلك الشخص المتوفى ( وشه حلو) على سيادة النائب، أو ربما وجه صديقه عيسى بشرى الذي تمنيت أن أعرف وقع الخبر عليه عندما علم أن صديقه الحاج آدم الذي يجلس بجانبه في سرادق عزاء ذلك المرحوم، قد أصبح فجأة، ودون سابق إخطار متقلداً لواحد من أهم مناصب الدولة، وتم تعيينه نائبا لرئيس الجمهورية شخصيا !!
الأغرب من ذلك ماقاله سيادته من أن أحد الإخوة قد زاره قبل يوم أو يومين من القرار و(اشتكى من الهيئة التي كان عليها منزله ونصحه بضرورة أن يُرتبه بصورة أحسن مما هي عليه) ! ورغم ان ذلك الزائر للمنزل (المتواضع) لم يفصح عن شيء إلا أن الحاج رحمة قد ربط كما قال بين طلب الزائر وماتلقاه بعد ذلك من خبر بتوليه منصب النائب !!
والحقيقة ان عبارة في الحوار أربكتني فلم أفهم اذا كان سيادته (سعيدا) بالمنصب ام لا ..!! حين قال (ما كنت أتوقع أو أرغب أن أكون في هذا الموقع، فما سألت أحداً، وحسب علمي لم يسأل أحدا نيابة عني ولا شيئا من هذا القبيل، وأنا لا أريد أن أُزكي نفسي، لكن الذي أُصبت به ما بشبهني ولا بشبهو والقرار هو ابتلاء، وأقدار الله سبحانه وتعالى هي التي أمضت هذا الأمر) !!
هذا كلام عجيب ! إذ كيف يكون الذي أصابه ويقصد المنصب ( مابشهني ولا بشبهو) كما قال ؟! وهل قصد مدح المنصب أم ذمه؟ ام هو مدح بما يشبه الذم أم ما الذي فهمته عزيزي القاريء من ذلك السياق ( المربك) لحديث السيد نائب رئيس الجمهورية ؟!!
وأما حديث سيادته عن أن هناك من هم أكثر كفاءة منه لتقلد المنصب فيمكن ان تقرأ على أنها (تواضع) أم أن سيادته الأدرى بمقدراته وإمكانياته أكثر ممن عينوه !!
وأما نفيه حول أنه لم يأت للمنصب لأنه ابن لدارفور؛ فأقول لسيادته إنه حتى لو أتيت للمنصب لأنك (ابن) لدارفور الفتية فذلك ليس عيبا لأنك في نهاية المطاف (سوداني) ولك حقوق في المواطنة التي تؤهل كل أبناء السودان شرقا وغربا وشمالا ووسطا؛ لأن يتولوا هذا المنصب، بل حتى منصب رئيس الجمهورية نفسه، فهذا حق للجميع !
ولكن هذه ليست المشكلة، وإنما المعضلة الحقيقية هي في أن تُحسن الحكومة اختياراتها للرجال المناسبين في الأماكن المناسبة) وأن تكون المناصب تكليفا وليس تشريفا !!
و
سبحان العاطي الوهاب!!

نادية عثمان مختار
مفاهيم – صحيفة الأخبار – 2011/9/19
[email]nadiaosman2000@hotmail.com[/email]