قال إن الغذاء لا يكفي في ولايته لأكثر من شهر: كبر.. يدق ناقوس الخطر
ويبدو أن الاستاذ السابق بالمدارس الثانوية لم ينس قرع الأجراس، فقرع هذه المرة ناقوس الخطر بسبب النقص الكبير في الماء والغذاء بولايته، ولم يشأ إخفاء الحقائق بالحديث عن إنجازات الولاية التي قد تهزمها صرخة طفل واحد جائع هناك على كثرة تلك الإنجازات حسب مراقبين لأداء الولاية.
وفيما كانت الأنباء ترشح أمس من اجتماعات طوكيو التي تشهد هذه الأيام إنعقاد المؤتمر الدولي الرابع للتنمية في إفريقيا بمشاركة الرئيس البشير، بقرع اليونيسيف جرس الإنذار عن أن الملايين من الأطفال في افريقيا سيكونون على موعد مع الموت بسبب قلة الغذاء، كان كبر يحذر من النقص الحاد في الغذاء بالنسبة للنازحين.
ضغوط
ومضى الى أن الأمم المتحدة خفضت من حصتها الغذائية التي كانت تدفع بها الى النازحين بالولاية. ومن المعلوم ان الأمم المتحدة تلتزم هناك بإطعام «450» ألف نازح في ولاية شمال دارفور، حيث تلتزم بغذاء كامل للنازحين داخل المعسكرات بنسبة «100%» أما خارج المعسكرات فتمد الأمم المتحدة «50%» من الغذاء.
وقبل نحو شهر تقريباً، قامت الأمم المتحدة على نحو مفاجيء بتخفيض الكمية التي تقدمها من الغذاء الذي يُقدر بـ «93» ألف طن متري للمواطنين المستقرين خارج المعسكرات فقط، وبررت المنظمة الدولية خطوتها تلك بسبب الطرق المغلقة «للأمطار والأحوال الأمنية غير المستقرة في بعض المناطق».
لكن كبر من جانبه فند تلك التبريرات التي وصفها بالوهن، وقال إن تلك المبررات غير منطقية، ذلك لأن الطريق الآن الى الولاية في أحسن حالاته، كما أن الوضع الأمني يشهد تحسناً كبيراً، وأفضل من فترات سابقة كانت فيها الأمم المتحدة توصل غذاءها الى المحتاجين اليه من النازحين داخل المعسكرات وخارجها.
وقال كبر إن الأمم المتحدة بتخفيضها للغذاء، تتنصل من مهامها، لافتاً الى أن هناك جهات لم يسمها تعمل لإضعاف وإفشال اليوناميد في دارفور حتى ىضغطوا على الحكومة بالمسألة الإنسانية، ومن ثم يبحثوا عن بديل لها.
وحسب كبر فإن البحث عن بديل لليوناميد في دارفور يجىء كذلك بعد خيبة أمل البعض في «أن القوات الهجين تجيء لصالح طرف معين في الصراع»، ولذلك فإن عدداً من الحركات عمدت على فضح الهجين والهجوم عليها لإظهارها في ثوب واهن، حتى يتم إحلالها بقوات اخرى تكون بتفويض مختلف كتلك التي كان يسعى لها القرار الأممي «1706» عشماً في أن توصل الحركات الى السلطة عبر ظهر دباباتها.
وفي سياق ذي صلة وصف كبر القوات الهجين بالضعف مقارنة بقوات الاتحاد الافريقي، وقال إن وجود هذه القوات وأثرها مخيب للآمال ويجعل الحديث عن إصلاحها لواقع الحال في دارفور محض وهم.
وحذر كبر بشدة من خطورة الأوضاع بسبب ضعف الغذاء، ومضى الى أن الأوضاع ستكون صعبة جداً وإذا لم تتدخل الأمم المتحدة او الحكومة فإن النتائج ستكون كارثية.
الأسباب
لكن التساؤل الذي يفرض نفسه بإلحاح هنا، هو ما الذي أوصل الأمور الى هذا الحد؟ وأين الحكومة السودانية حتى تجعل هذا العدد الكبير من المواطنين النازحين عُرضة للجوع وللعطايا الأممية «غير المنتظمة والخاضعة في أحايين كثيرة لحسابات قد لا تكون لها صلة بالإنسانية».
الاستاذ محمد يوسف كبر برر تلك الفجوة «بتوقف الأمطار المبكر في الخريف الماضي» بعد أن هطلت الكثير من الأمطار، ولكنها لم تكن موزعة توزيعاً يمكن من زراعة أراضٍ كثيرة هذا الى جانب ظهور الكثير من الآفات التي قضت على المحاصيل قبل الحصاد.
ما الذي ستفعله الحكومة إذن إذا لم تتحرك المنظمة الدولية؟ تساؤل دفعت به الى كبر، فرد بأن الحكومة لم تقف مكتوفة الأيدي، وأشار الى جهود تبذل هذه الأيام مع الجهات المختصة كما حدث في العام السابق حيث قدمت الحكومة دعماً كبيراً بالغذاء في هذا المجال.
ولم يشأ الصحافيون ان يتجنبوا الحديث عن المحاولة الفاشلة لقوات العدل والمساواة وتأثيرها على الولاية، فدار حديث مطول في هذا الجانب كانت خلاصة ما ذهب اليه كبر بأنه ورغم بعض المشاكل الصغيرة إلا أن مصيبة غزو أمدرمان استحالت الى فائدة تمثلت في الصراعات العنيفة في أوساط حركة العدل والمساواة.
وكشف عن ان الظروف باتت مواتية للحوار والوصول الى اتفاق مع فصائل حركة العدل والمساواة التي يقودها بحر أبوقردة وعبدالله بنده، بعد الانهيار الكبير لقوات حركة العدل والمساواة التي تجري لها هذه الأيام محاولات فاشلة لرفع روحها المعنوية.
كبر تحدث عن العودة الطوعية الكبيرة للنازحين الى مناطقهم وقراهم، وقال إن هناك «90» ألفاً عادوا بالفعل و«86» ألفاً سجلوا أسماءهم للعودة، لكنه لم ينس كذلك من أن يحذر من تأثيرات نقص الغذاء على هؤلاء العائدين، حيث قال إن الغذاء المتوفر الآن في الولاية لا يكفي لأكثر من شهر، ولابد من الإسراع بسد الفجوة حتى لا تشهد المعسكرات موجات جديدة من النازحين الذين رجعوا الى مناطقهم في الفترة الماضية، لأنه وإن لم يكن ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان كما يقولون، فإن ذات الإنسان لا يستطيع ان يعيش من غير الخبز بالطبع. ولا الماء الذي قدر كبر الفجوة فيها في الريف بحوالى «65%» وحلها يكمن بحفر «48» بئراً جديدة وتأهيل «95» قديمة.. وتحتاج شبكة الفاشر الى «5» مليارات جنيه.
فتح الرحمن شبارقة صحيفة الراي العام [/ALIGN]