الفاتح جبرا

عشان ما نرفس وكده


[JUSTIFY]
عشان ما نرفس وكده
بينما كان (حاج صديق) يجلس وسط زوجته وأبنائه يشاهدون النشرة الرئيسية في التلفزيون أذاعت المذيعة خبراً مفاده أن (المجلس التشريعى لولاية الخرطوم) يدعو المواطنين لمقاطعة شراء اللحوم بعد أن وصلت أسعارها إلى أرقام قياسية .
– عليك الله الناس ديل ما غبيانين يا أبومحمد
– كيفن يا حاجة؟
– هو هسه القادر يشتري ليهو لحمة منو؟
– والله صدقتى يا حاجه هسه لينا كم سنه البيت ده ما دخلتو لحمة
ما أن إنتهت نشرة الأخبار حتى تم الإنتقال إلى أستديو البرامج الحوارية حيث كانت الحلقة عن (مقاطعة اللحوم) :
– (المذيعة) : في البداية يحدثنا عضو المجلس الأستاذ (فلان الفلتكاني) عن هذا التوجيه الذى أصدره المجلس بمقاطعة اللحوم .. إتفضل يا استاذ
– بسم الله الرحمن الرحيم .. هذا هو دور المجلس وهو يقوم به خير قيام .. المجلس قلبو على المواطن عشان كده في ظل الغلاء والأسعار السائبه دى لازم المجلس يتدخل تدخل فاعل وقوى ويطلب من المواطنين يتوقفوا عن شراء السلع .. كل السلع السهرها يزيد مش اللحمة وبس
– (المذيعة) : عن خطورة أكل اللحوم يحدثنا الدكتور (علان العلاني)
– والله اللحمة دى يا جماعة لو إنتو عارفين ختره جنس ختورية ، اللحم ده شئ خطر شديد وله أثار مدمرة على صحة المواطن وهو منبع الكثير من الأمراض التي تجتاح الإنسان، وهو سريع التعرض للعدوى وللميكروبات التي تنتقل إليه من الأتربة والذباب وإنتو براااكم شايفين الضبان البيكون راكى فى اللحمة عند الجزارين قدر شنو؟
– شكراً ليك يا دكتور على التنبيه ده .. طيب ننتقل للشيخ (فرتكان الفرتكانى) يحدثنا عن مشروعية شراء اللحوم الباهظة
– بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين .. أما بعد فإن الله يوصينا بعدم التبذير لأن المبذرين أخوان الشياطين وشراء اللحم بأثمان باهظة لا شك أنه تبذير وهو حرام والله أعلم.
– (الحاجه وهي تقوم بقفل التلفزيون) : مش اللحمة دى خليناها من زماااان
في اليوم التالي (لقرار المقاطعة) وبينما كان حاج صديق يقوم بشراء مستلزمات أسرته من السوق إندهش من خلو (الجزر) من أى مشترين ، كان الجزارون يجلسون أمام محلاتهم الخالية من الزبائن بينما اللحوم تتكدس على الطاولات والشناكل !
ما أن خرج حاج صديق من السوق إلى الشارع الرئيس حتى تناهى إلى سمعه أصوات مايكرفون :
– يلا علينا جااااي العجالي عشرين .. عشرين العجالي
– نحنا عاوزين نبيع .. نحنا عاوزين نعيش
– يلا علينا جاي .. بي عشرين .. كلو الليلة ح ياكل لحمة
– بس بي عشرين .. بي عشرين بس ..
ما أن وصل عم صديق غلى مصدر الصوت حتى وجد (بوكس) يهرع نحوه المواطنون من جميع الإتجاهات (الأعمي شايل المكسر) موظفين .. عمال .. نساء .. أطفال .. بعد (مدافرة) وصل (عم صديق) إلى البائع وهو يقول في نفسه :
– دى فرصة تاني ما بتتعوض .. الأولاد ليهم سنتين ما أكلو ليهم لحم
– (ثم) : بالله أدينى كيلو ونص من الفخده دى !
ما أن دخل عم صديق إلى منزله حتى وضع الكيس (بزهو) على التربيزة وهو يسأل أولاده والحاجه !
– أنقروا جايب ليكم الليله شنو؟
– طماطم؟
– كذباً كاذب
– موز؟
– كذباً كاذب
وهنا لم يستطع طفله الشقى (حمادة) الإنتظار فقام بخطف الكيس وفتحه
– لحمممممممممممممه !
في لحظة إنطلقت تظاهرة تجوب ارجاء المنزل .. (الشعب يريد شية بالفحم) .. (الشعب يريد شية بالفحم) !!
سرعان ما قامت الحاجه بتوضيب اللحمة .. وتنويع طبخها .. شئ (شية بالفحم) وشئ (دمعة) وشئ ما بعرف شنو و(طبعن) تركت بعضاً منها (لليوم الأسود) ، تغدى الجميع (غدوة كاااربه) .. بعد الغداء ذهب حاج صديق إلى الصالون حيث إستلقى على السرير ليطالع أحدي الصحف الإجتماعية التى قام بإحضارها معه !
ما أن قرأ حاج صديق (المانشيت الرئيس) حتى أخذ (يرفس) فقد كان المانشيت يقول :
مصدر مسئول ينفي أن تكون بقايا الحمير التى تم العثور عليها في أطراف العاصمة قد أستخدمت فى الإستهلاك الآدمى !

كسرة :
الشعب يريد رقابة صارمة وفحص للحوم الفى الأسواق والمطاعم (فى الوكت ده بالذات) عشان ما (نرفس) وكده !
[/JUSTIFY][/SIZE]

الفاتح جبرا
ساخر سبيل
[email]gabra-media@hotmail.com[/email]