خراف الأضاحي …قاطعوها بصدق..!!
** ما يميز ياسر عن الكثيرين الذين يشغلون المناصب العامة ومناصب منظمات المجتمع المدني، أنه رجل نزيه ويبغض الفساد والمفسدين، ويحاربهم ويفضحهم – إعلاميا – بشجاعة يتفقدها الكثير من الذين يشغلون مثل هذه المواقع المهمة ..وبالمناسبة، ترمومتر الرضا والقبول عند الناس لأي مسؤول في هذه المرحلة هو ( المال العام)، وليس فكره أو حزبه أو عقيدته، بحيث ابغض خلق الله عند المواطن هو المسؤول الذي يمد يده بالباطل إلى أموال الناس والبلد، ولو كان يؤم المصلين آناء الليل وأطراف النهار.. وأحبهم الي نفسه هو الذي يتقي الله في أموال الناس والبلد، ولو كان من صعاليك قريش..و ياسر ميرغني ليس بفاسد و غير متحزب ولا يؤمن بنظرية تسخير المناصب العامة لصالح الأجندة الحزبية، حاكمة كانت أو معارضة.. وآفة السواد الأعظم من منظمات المجتمع المدني بالسودان هي خدمة أجندة القوى السياسية، الحاكمة والمعارضة.. ولذلك، يحظى ياسر ميرغني باحترام الصحف المستقلة، بحيث أصبحت تصريحاته تشكل مادة رئيسية حين تبحث أقسام الأخبار وأقلام التحليل والتحقيق عن (تصريح مهني وموضوعي )، في أية قضية ذات صلة بالصحة وصراعات مؤسساتها وشخوصها..!!
** رصدت حملة مقاطعة اللحوم عن قرب ..هي فكرة ياسر ميرغني، وتجتهد الحكومة في سرقتها،( متعودة دااااايما) .. شرحها لي ياسر قبل نصف شهر قائلا ( نعمل شنو؟..مافي حل قدامنا غير كدة، نحن ما صناع قرار عشان نكافح الإحتكار ولا وزراء مالية عشان نرفع سعر الجنيه، لكن بالمقاطعة ح نخسر المحتكرين بالكساد، وبالمرة نكون رسلنا رسالة للحكومة عشان تقوم بدورها وتعرف أنو المواطن وصل ياتو مرحلة من مراحل التعب، و إنو صبرنا بما فيهو الكفاية).. ولقد نجح ياسر، بحيث وصلت الرسالة لمن يهمهم الأمر، ونأمل أن يفهم المستلم مغزاها ومعناها، بدلا عن إحتوائها وسرقتها.. وكذلك كسدت اللحوم، ولاتزال..وتكشفت أشياء حين تسا جلت أطراف اللحوم، بحيث لم يكن الجشع وحده هو الذي أوصل سعر الكيلو الي (35 جنيها)، بل رسوم الولايات وأتاوات المحليات أيضا.. واليوم يتلاومون على صفحات الصحف ويفضح بعضهم بعضا، وما كان لهذا أن يحدث لو لم تخرج فكرة المقاطعة من عقل ياسر إلى حيث أسواق الخرطوم، ثم تجاوزت الفكرة تلك الأسواق – منذ البارحة – إلى أسواق عواصم الولايات..نعم الكساد قد يصيب المنتج ببعض الآثار الجانبية، ولكن إصابته لخزائن الولايات والمحليات هي الآلام ذاتها.. ولذلك، يجب أن يتواصل الإحتجاج بطريقة أخرى، وهنا مربط ( فرس الزاوية)..!!
** أسابيع قليلة هي التي تفصلنا عن عيد الأضحى المبارك، وهو موسم تكاثر السماسرة وهواة الإحكتار..على جمعية حماية المستهلك أن تتوقع جشعا من شاكلة ( سعر الخروف بمليون جنيه).. نعم هكذا سيكون الحال في دولة ولاة أمرها يتبرعون بألاف الرؤوس من المواشي لشعوب دول الجوار .. وتحسبا للجشع المرتقب، يجب على الإخوة بالجمعية أن ( يتغدوا بيهم) قبل أن ( يتعشوا هم بالمواطن) .. كيف؟..نعم هي دعوة لذوي الدخل المحدود لمقاطعة خراف الأضاحي.. وهي تأكيد بأن تلك الخراف لمن إستطاع إليها سبيلا، بلا ديون أو خصما من ميزانية قوت شهر أو ربما عام عند بعض الأسرة المتعففة..نعم السواد الأعظم من الاسر ترهق ذاتها من أجل توفير ( خروف الضحية)، وهنا يصبح خروفا للبوبار فقط لاغير.. اقترح للدكتور ياسر ميرغني بأن يسأل هيئة علماء السودان ومجمع الفقه الإسلامي – اليوم قبل الغد – سؤالا من شاكلة ( أها، شن قولكم في ظرف كهذا؟)..نعم شيوخ الهيئة والمجمع يتقنون تحليل الحرام للحكومة ( القروض الربوية)، وتحريم الحلال للمواطن(حق المرء في التعبير)، ومع ذلك يجب أن تحاصرهم جمعية حماية المستهلك بمثلك الأسئلة التي تكشف ( عام الرمادة)، وتنتزع منهم فتاوى واضحة وصريحة..ثم تجتهد في نشر محتوى الفتاوى بكثافة، خبرا وتحليلا وتحقيقا ورأيا، حتى تصل ربات الأسر لقناعة مفادها ( ما عندنا إستطاعة، وما بنضحي السنة دي)، بلا حياء.. نعم، كما يحاربون المواطن بالجشع والرسوم والاتاوات والإحتكار والفساد، يجب أن يدافع المواطن عن نفسه بالرفض الغاضب والإمتناع الصارم والمقاطعة ذات الرسائل..وهذه حرب لن يكسبونها، ولن يصبروا في ميدانها.. وبالتأكيد لن يدرجوا أسماءهم في وصمة الفشل المسماة ب(قائمة الشرف)، بحيث يقول الوزير منهم أو الوالي 🙁 أنا ذاتي ما بضحي).. !!
إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]