عبد اللطيف البوني

برتقالي


برتقالي
الأستاذ علي عثمان محمد طه دشن ولايته الجديدة بزيارة هامة لمدينة الدمازين حيث خاطب الحامية العسكرية هناك والحكام والمواطنين. كان خطابه تعبويا ساخنا واستخدم مفردات عنيفة جدا وهو نادرا ما يلجأ لهكذا لغة ولكن يبدو أن عبقرية المكان وطبيعة المخاطبين مباشرة والظرف السياسي للمخاطبين بصورة مباشرة ألجأته لتلك اللغة ولكن هناك استدراك هام ختم به إحدى خطبه، فبعد أن طالب بالبتر والعزل وعدم مسامحة كل من حمل السلاح أضاف بالقول: (إلا من تاب وأقر بخطأه ونبذ العنف) او كما قال. وفي خطبة أخرى طالب بفتح الأحضان والصدور لأعضاء الحركة الشعبية، (ذكرها صراحة وجردها من عبارة ما يسمى) الذين لم يحملوا السلاح وعدم الخوض في دوافع انتمائهم للحركة الشعبية سياسية كانت او فكرية او حتى لمصلحة خاصة.
كلام طه أعلاه يجب أن يقرأ مقرونا مع زيارة السيد امبيكي والسيد ملس زيناوي للسودان مؤخرا إذا علمنا وجود مالك عقار في أديس ثم ذهاب امبيكي الى جوبا ولكن يبقى كلام مليس زيناوي هو الأهم خاصة قوله إن الجيش في السودان يجب أن يكون واحدا لأن هذه هي طبيعة الأشياء. وأضاف: “يجب الاعتراف بنتيجة الانتخابات مهما كانت”. بالطبع هذا الكلام ليس موجها للحلو فقط على الأقل في تلك اللحظة التي قيل فيها إنما الاشارة للحاكم المنتخب مالك عقار. فإذن مبادرة زيناوي باتت عناصرها واضحة وهي حل الجيش الشعبي في النيل الأزرق وجبال النوبة بالتسريح والدمج الذي أشارت إليه نيفاشا وإعادة مالك عقار لأنه الحاكم المنتخب والاعتراف بالانتخابات في جبال النوبة ثم تكتمل الصورة باستدراك طه أعلاه.
أما الخطوة التنفيذية التي أكملت الخروج من اللون الأحمر الى اللون البرتقالي في إشارة السودان المنصوبة في طريق الأزمات هو اجتماع الآلية السياسية والأمنية المشتركة بين دولتي السودان وجنوب السودان التي تضم وزراء الدفاع والداخلية ورؤساء أجهزة الأمن والاستخبارات وقادة الأركان ومدراء البوليس في البلدين وكان الاجتماع بالخرطوم نهار الاثنين الأول من أمس وهذا أول اجتماع يعقد في الخرطوم بعد استقلال دولة جنوب السودان والأهم أن الاجتماع تمخض عن اتفاقيات أمنية معتبرة لإزالة التوتر في الحدود مما يشي بأن الحكمة والروح الطيبة كانت هي السائدة. هذا الخبر كان ينبغي أن يتصدر واجهة الأخبار في السودان ولكن يبدو أن الطقس العام مازال خانقا.
ثم هناك خبر انفردت به صحيفة السوداني الصادرة يوم الأحد يقول إن الفريق سلفاكير ميارديت سوف يزور وطنه القديم السودان خلال 72 ساعة، فإذا حدث هذا يكون اللون قد تحول من برتقالي الى أخضر وسوف يفرش له البساط الأحمر وسوف يستقبله البشير وتعزف الموسيقى السلامين الجمهوريين ثم يغني له فضل الله محمد نحن ما صدقنا إنك بجلالك جيتنا زائر (ياربي حاينزل وين؟ في بيته القديم ولافي قصر الضيافة ؟)
وصعد الهلال لدور الاربعة في بطولة الأندية الإفريقية الكبرى (وتييب).

حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]