هنادي محمد عبد المجيد

السماحة وحسن السمت

السماحة وحسن السمت
صفات اليوم ليست للمقارنة ، وإنما للوصف والمشاهدة والملاحظة، التي تعرفنا على معنى السماحة وحسن السمت ،وهما معنيان متقاربان لا ينقض أحدهما الآخر، وإنما يصف أحدهما الآخر كل على حدة ،فحسن السمت :هو حسن الهيئة والمنظر في الدين، وحسن السمت من أخلاق الأنباء والصالحين، وهو يكسب المرء إحترام الآخرين وتقديرهم وحبهم، كما يكسب صاحبه هيبة ووقارا،
قال الله تعالى:[وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما]،وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{إن الهدي الصالح والسمت الصالح والإقتصاد جزء من خمسة وعشرين جزءا من النبوة}وقال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما:{القصد والتؤدة وحسن السمت جزء من خمسة وعشرين جزءا من النبوة}
وقالت السيدة عائشة رضي الله عنها :”ما رأيت أحدا كان أشبه سمتا ودلا وهديا برسول الله صلى الله عليه وسلم في قيامها وقعودها من فاطمة رضي الله عنها”وقال ابراهيم النخعي رحمه الله :”كانوا إذا أتوا الرجل ليأخذوا عنه نظروا إلى صلاته وإلى هديه وإلى سمته”وقال مالك رحمه الله :”إن حقا على من طلب العلم أن يكون له وقار ،وسكينة ،وخشية ، وأن يكون متبعا لأثر من مضى قبله”وقال أيضا رحمه الله:”كان عمر أشبه الناس بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وأشبه الناس بعمر إبنه عبد الله ، وبعبد الله ابنه سالم”.
والسماحة :هي الجود عن كرم وسخاء،فهي من الأخلاق العالية الرفيعة، وهي تجلب التيسير في الأمور كلها، ومن مظاهر سماحة النفس:طلاقة الوجه، واستقبال الناس بالبشر، ومبادرة الناس بالتحية والسلام والمصافحة ،وحسن المحادثة ،وجميل المصاحبة والمعاشرة ،والتغاضي عن الهفوات.
قال تعالى:[ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فأعفوا وأصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير] وقال تعالى:[لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد إستمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم]وقال تعالى:[ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إليكم وإلاهنا وإلاهكم واحد ونحن له مسلمون].
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم :أي الأديان أحب إلى الله؟قال:{الحنيفية السمحة}وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:{رحم الله رجلا سمحا إذا باع وإذا اشترى وإذا أقتضى}.
وعن محمد بن المنكدر قال:”كان يقال:إذا أراد الله بقوم خيرا أمر عليهم خيارهم، وجعل أرزاقهم بأيدي سمحائهم”.
اللهم جملنا بخير الصفات الظاهرة والباطنة إنك على كل شيء قدير، اللهم آمين.

هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]