هنادي محمد عبد المجيد

السكينة والسماع

السكينة والسماع
السكينة والسماع صفتان إحداهما تؤدي إلى الأخرى ،تكتمل بهما هيئة المسلم الحق ،وهما دليل قوة الإيمان ورسوخه في القلب ،فالمقصود بالسماع :هو سماع التدبر والتفكر لا مجرد السماع.قال ابن القيم في تعريفه:”حقيقة السماع تنبيه القلب على معاني المسموع وتحريكه عنها طلبا أو هربا ،وحبا أو بغضا”،والسماع فيه تنبيه القلب على معاني المسموع وتحريكه عنه، وهو طريق التدبر وسبيل التفكر ،وهو أول أسباب نضرة الوجه الموعودة على لسان الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ،كما أن الإستماع لخطيب الجمعة والإنصات إليه سبب لمغفرة الذنوب مع كونه لا يكلف صاحبه كبير جهد، ولا كثير عناء،قال تعالى:[ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فأغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار ]وقال تعالى:[إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد]وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال:”سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:{نضر الله امرأ سمع منا حديثا، فحفظه حتى يبلغه غيره ،
فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه}،وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{ من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعة فاستمع وأنصت غفر له ما بينه وبين الجمعة وزيادة ثلاثة أيام ،ومن مس الحصا فقد لغى}يقصد بمس الحصا:التشاغل عن خطبة الجمعة .
السكينة:هي الطمأنينة والوقار والسكون الذي ينزله الله في قلب عبده عند اضطرابه من شدة الخوف فلا ينزعج بعد ذلك لما يرد عليه ويوجب له زيادة الإيمان وقوة اليقين والثبات ،وقال ابن القيم رحمه الله:”السكينة إذا نزلت بالقلب اطمأن بها ،وسكنت إليها الجوارح وخشعت واكتسبت الوقار ،وأنطقت اللسان بالصواب والحكمة ،وحالت بينه وبين قول الخنا والفحش واللغو والهجر وكل قول باطل”،والسكينة تثبت قلوب المؤمنين ،وتزيدهم ثقة وإيمانا، وهي تثمر الخشوع وتجلب الطمأنينة، وتلبس صاحبها ثوب الوقار ،قال تعالى:[هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عليما حكيما ]وقال تعالى:[إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها وكان الله بكل شيء عليما]وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:{إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها تسعون ،وأتوها تمشون ،عليكم السكينة ،فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا}وعنه رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كربات يوم القيامة ..الحديث وفيه:{وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة ،وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده}،
اللهم هبنا السكينة والوقار وحسن السماع إنك على كل شيء قدير، اللهم آمين.
هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]