انظر شمالا … تغييرهم يبدأ من هناك ..!!.

** مجلس الوزراء السابق بالشمالية – كما كل مجالس الوزراء في طول البلاد وعرضها ومركزها- ظل يعاني من ترهل فظيع ..(7 وزراء)، ثم جيشا من المستشارين والمعتمدين برئاسة الولاية، هم الذين كانوا يهدرون المال العام في مرتباتهم وإمتيازاتهم..وهذا ما إنتبه إليه فتحي خليل، ولذلك دمج وزارتي المالية والإستثمار دمجا محكما في حكومته الجديدة، وهذا يعني توفير بعض المال العام بالتخلص من وزارة – كفائض وزارات – ليصبح العدد بالمجلس( 6 وزراء فقط )..ممتاز، تقليص يعكس مدى حرص فتحي على ترشيد الصرف..ولكن، حين حدق فتحي ذاته في وزارة التخطيط الإجتماعي رأى أهمية تقسيمها، بحيث تصبح وزارة للإرشاد ثم وزارة أخرى للثقافة والإعلام ..أي بدلا عن وزارة أصبحت وزارتين، ليصبح العدد بمجلس الوزراء الحالي، كما كان في مجلس الوزراء السابق، ( 7 وزراء)..هل الشمالية بحاجة إلى وزارة للإعلام ؟..نعم لابد من وزارة كهذه لتشرف على (فضائية كرمة الدولية) و(إذاعة الدبة العالمية)، ثم على الصحف الكبرى التي تطبعها- بكل اللغات – مطابع حلفا الحديثة..وربما رغبة الحكومة في إحياء المسارح و (هوليود مروي) والمنافسة في جوائز العالمية، كلها أحلام مشروعة وخطط واعية تقتضي إضافة (وزارة إعلام وثقافة)، إلى مجلس وزراء الشمالية.. ولذلك، علينا أن نستشعر حجم التقليص من ( 7 وزراء) إلي ( 7 وزراء أيضا).. نعم يجب أن نستشعر التقليص، وليس بالضرورة أن نراه واقعا..وحياك الله – أخي الوالي – وأنت تلهمنا خاصية الإستشعار..تصدق نحن وصلنا مرحلة ( لانحس ولانشعر)، ولكن بفضل نهجك هذا ( يمكن نحس شوية) ..!!
** ثم..حكومة الشمالية – كما كل الحكومات الولائية الشقيقة والمركزية الأم – ظلت حكومة يحتكرها المؤتمر الوطني وبعض الأحزاب المسماة بأحزاب البرنامج الوطني.. ولكن فتحى خليل رأى – في مرحلة الجمهورية الثانية – أهمية توسيع دائرة المشاركة..ولذلك جاء بوزير الصحة ممثلا لأنصار السنة، ثم ( قرض على كدة )..أي تخلص من أحزاب نهار ومسار والدقير وغيرهم، جملة وتفصيلا، وملأ كل المقاعد الوزارية – عدا الصحة – ببدريين المؤتمر الوطني فقط لاغيرهم..هذا الإحتكار الغريب يسمى – بنهج فتحى خليل – حكومة قاعدة عريضة.. ولست مسؤولا عن إقناع من لايتقن نهج فتحي خليل بأن هذه الحكومة الجديدة ليست بحكومة مؤتمر وطني .. وعلى الشعب الفضل أن يتعلم طرائق تفكير نهج فتحي خليل حتى يبدوا له مجلس وزراء المؤتمر الوطني في شكل مجلس وزراء ( حكومة قاعدة عريضة)، أو كما هكذا كانوا يعدون الناس ..وحياك الله – أيها الوالي – وأنت ترغم الناس على إتقان نهجك وطرائق تفكيرك، ليستوعبوا بأن حكومتك تمثل كل ألوان الطيف السياسي.. يعني إنت زول ديمقراطي جدا، بس الناس ما فهمنك، وآن الأوان بأن يفهموك ..!!
** وبالمناسبة..لم يعلن والي الشمالية عن أسماء جيش المستشارين والمعتمدين برئاسة الولاية.. بل إكتفى بإعلان اسم معتمد برئاسة الولاية لمتابعة شؤون المغتربين..نعم، صار للمغتربين (معتمد خاص)، برئاسة الولاية وليس بالرياض أو جدة.. ومنعا للفتنة والتظلم يجب تعيين معتمد خاص برئاسة الولاية أيضا لمتابعة شؤون النازحين..يعني ناس جدة والرياض أحسن من ناس الحاج يوسف والكلاكلات بشنو؟، فالمساواة تقتضي تعيين( معتمد خاص) للنازحين، خاصة أن سيادته ترك باب التعيين في مناصب المستشاريين والمعتمدين مفتوحا، حيث قال نصا ( بنتشاور ونكمل باقي المعتمدين والمستشارين) .. عفوا، نهج التغيير بالشمالية أعاد (3 وزراء)، إلى مجلس الوزراء مرة أخرى، بعد أن تم إعفاءهم قبل أسبوع ونيف، ولم يعودوا إلى وزارات أخرى، بل إلى ذات الوزارات التي هم فشلوا فيها.. دي يفسروها كيف؟.. لتفسير ذلك، يجب أن نتعلم (نهج فتحي خليل) وطرائق تفكير حكومته وحزبه..أي ربما تم تعليم وتأهيل هؤلاء الوزراء – خلال هذا الأسبوع – بحيث لايفشوا مرة أخرى..وكذلك نجح فتحي خليل في فصل الحزب عن الجهاز التنفيذي، وذلك بتعيين نائب رئيس المؤتمر الوطني بالولاية وزيرا للتربية والتعليم ..على كل حال، هكذا يفتتح فتحي خليل مرحلة التغيير والإصلاح في الجمهورية الثانية..جزاه الله خيرا، لقد كشف للناس ملامح الجمهورية الثانية، وجزانا وإياكم أيها الأفاضل..( الصبر والسلوان وحسن العزاء ) ..!!
إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]