الهندي عز الدين : سيدي والي الخرطوم لا علاقة لكم بالمصانع والاستثمارات .. لا تدمروا اقتصاد الوطن من أجل (ملاليم)

[JUSTIFY](المحليات) ومجالسها التشريعية، والوحدات الأخرى التابعة لها من هيئات النظافة وإلى أقسام الشرطة، هي من أكبر وأهم (المعوقين) للاستثمار (الوطني) و(الأجنبي) في السودان، وحدِّث عن إجراءات التعويق والتعطيل و(التطفيش).. ولا حرج.
{ والمجالس التشريعية، ابتداء من مجلس خبير قوانين كرة القدم “محمد الشيخ مدني” (المشرِّع) لولاية الخرطوم، وانتهاءً بأصغر مجلس تشريعي بأصغر محلية، تتكفل بسن قوانين وتشريعات (محلية) تبيح فرض (أتاوات) ورسوم ما أنزل الله بها من سلطان، على عباد الله المواطنين، والمستثمرين.

{ قبل أيّام كانت (شاحنة) تحمل منتجات مصنع ضخم يعمل في مجال الأجهزة الكهربائية، تعبر من جنوب الخرطوم إلى حدود (محلية) أخرى بولاية الخرطوم. سائق الشاحنة يفاجأ بأحد رجال الشرطة يوقفه، ثم يطالبه مع موظف آخر بدفع مبلغ (مئة جنيه) عبارة عن رسوم (نفايات)!!

{ اتصل السائق بصاحب المصنع – وهو بالمناسبة من أعضاء المؤتمر الوطني البارزين، عشان ما ينط لي واحد (مناضل) يقول لي: قاصدنو عشان حزب أمة وللا اتحادي ديمقراطي – اتصل السائق مستنجداً، فتحدث صاحب المصنع إلى مندوب النفايات ورجل الشرطة متعجباً من هذا الإجراء، ولم تشفع مرافعته الطويلة عبر الهاتف: (يا جماعة أنا بدفع النفايات هنا في موقع المصنع، وفي كل مكاتبي، والايصالات موجودة)!! ولمّا لم يستجيبوا لتوسلاته، طلب رقم الموظف الأعلى، فكانت سيدة أكثر تهذيباً – حسب رواية رجل الأعمال – لكنها تمسكت (بقانونية) الإجراء، وأنه لا بد من وضع (صور) من إيصالات سداد رسوم (النفايات) في سيارات الشركة والمصنع!! قال لها: (يا بتي أنا عندي خمسين سيارة وشاحنة، أقعد أوزع إيصالات النفايات على السواقين، وتبقى لينا شغلة جديدة؟!)

{ هذا مشهد واحد من فصل واحد، من فصول مسرحيات المحليات وتشريعات مجالس “محمد الشيخ مدني” وتلاميذه في المجالس الأدنى!!

{ قبل نحو عام، كان مستثمر “يمني” يحدثني بأنّ المحلية فرضت عليه رسوم عوائد (خيالية) تبلغ نحو “خمسين ألف جنيه”، بينما كانت في العام الذي سبق أقل من (نصف) هذا المبلغ!! وعندما سأل الموظف عن سبب (الزيادة) غير المنطقية رد عليه قائلاً: (يا أخي إنتو ما قاعدين تكسبوا.. ما تحمدوا الله)!!

{ المستثمر العربي يفكر في نقل أعماله إلى إثيوبيا قائلاً: (الضرائب في إثيوبيا 40% لكن الجهة التي تفرض الرسوم واحدة، هنا عندكم أشكال وألوان).

{ أحد المستثمرين السودانيين يعمل على نقل مصنعه من منطقة “الباقير” التابعة لمحلية “الكاملين”، إلى إثيوبيا، بسبب مضايقات ورسوم المحليات!!

{ بالله عليكم.. كيف تلزم سلطات الولاية سائق شاحنة بإبراز (إيصال النفايات).. ما علاقة الشاحنات بالنفايات؟!

{ ما علاقة أقسام البوليس بعمّال المصانع، ليستخرجوا لهم بطاقات في الدائرة المحدّدة مقابل رسوم، وهذا ما يحدث في منطقة (السوق المحلي) بالخرطوم؟!!

{ إنها أتاوات تشبه أتاوات (الفتوات) في حارات (مصر القديمة) في ثلاثينيات القرن المنصرم.
{ سيدي والي الخرطوم: أصدر (فرماناً) لجميع (المحليات).. لا علاقة لكم بالمصانع والاستثمارات.
{ لا تدمروا اقتصاد الوطن من أجل (ملاليم).

صحيفة المجهر السياسي

[/JUSTIFY]
Exit mobile version