جعفر عباس
التنس جلب علي الشبهات
زوجتي تفسر تعلقي بالتنس بأنه من علامات الخَرَف، ولو قالت «الخرف المبكر» لما حزَّ كلامها في نفسي، ولكنها كل ما مرت بي وعيناي معلقتان على الشاشة تقول: اختشي على دمك يا راجل.. عيب عليك تتفرج على عيال يتنططوا بكورة صغيرة! وكي أؤكد لها أنني أشاهد التنس بكامل قواي العقلية، فإنني فور سماع عباراتها التهكمية تلك أنتقل إلى قناة روتانا أو ميلودي أو أم تي في.. حيث تتلاعب مطربات من فصيلة نواقض الوضوء بكرات على صدورهن! وعينك ما تشوف إلا النور! تتحول أم الجعافر إلى وحش كاسر وتتوجه إلى لوحة مفاتيح الكهرباء وتسحب كل الفيش والفيوزات حتى يغرق البيت في الظلام.. عندئذ أقول لها بكل خبث: أهه، التنس وللا أبصبص في روبي وأليسا والعجرمية؟ هنا ألمح الهزيمة في وجهها فتسمح لي باستئناف متابعة مباريات التنس.. ولحسن حظي فإن شخلوعة التنس العالمية آنا كورنيكوفا الروسية التي حولت لعب التنس إلى نوع من الرقص الشرقي،.. هذه اللاعبة لم يعد لها مكان في ساحات التنس المحترمة، ولو رأتني زوجتي أتفرج عليها لجعلت مني «فُرجة» ومسحت بي الأرض… فـ«التخلف» وراثي في بيتنا!!وقد حرصت أيضا على متابعة قرعة الألعاب الأولمبية لعام 2012، وعندما فازت بها لندن لمست غضبا في بعض الأصدقاء فقلت لهم: لماذا الغضب؟ هل كنتم تتمنون فوز السودان أم اليمن بتنظيم الدورة؟ يا جماعة: في مجالات الرياضة والعلوم والاختراعات والاقتصاد والتنمية والبحوث نلتزم نحن بحكم صلاة الجنازة، فطالما غيرنا يقوم بالاجتهاد في تلك المجالات لا داعي لوجع الرأس، وعلينا التركيز في المجالات التي أثبتنا فيها كفاءة وجدارة مثل تلويث النسل في أوروبا وآسيا صيفا، واتهام إسرائيل بأنها تتآمر للإطاحة بحكامنا الديمقراطيين المزمنين، الذين لا نرضى بهم وعنهم بديلا، لأنهم سيحررون فلسطين وسيحاربون الفقر ويوفرون لنا الحريات.. في المشمش، وما موسم المشمش في «حماة» ببعيد. [EMAIL]jafabbas19@gmail.com [/EMAIL]