الفاتح جبرا

ما طار ناقلنا وارتفع


[JUSTIFY]
ما طار ناقلنا وارتفع
نصح الأطباء حاج (سليمان) بالسفر إلى الخارج لإجراء بعض الفحوصات ذات العلاقة بتقدم العمر ، وبما أن حاج (سليمان) كان من شباب الحركة الوطنيه فى خمسينات القرن الماضي فقد إختار (الناقل الوطنى) إذ أعتبر أن إختياره لأى (خطوط طيران ) أخرى يعد عملاً يفتقر إلى ادنى مستويات (الوطنيه) ، لم ينس حاج سليمان عند مغادرته منزله ووداعه لأبنائه أن يقوم بتسليم زوجته (قروش المعيشه) خلال فترة غيابه وأن يدس فى يدها بعض (القريشات) لزوم الإستعانه بهم عند إقامة (ليالى المأتم) ، توجه سليمان إلى مبانى الخطوط وقف أما موظف الحجز الذى قام بتزيين مكتبه بصدر الحكمة التى تقول (ما طار طير وإرتفع) :
– والله يا إبنى عاوز ليا حجز (الليله) ماشى الأردن إتعالج
– والله يا حاج عندنا الليله سفريه وااحده (عمان)
– مطار أربعه .. إقلاع سته .. (دفن) أقصد وصول تسعه !!
– طيب خلاص أقطع ليا ماشى وجاى !!
(شخص خلفه) : يا حاج ما تضيع قروشك ساااى أحسن تقطع ذيى كده بس (ماشى) عشان (الورثه) يستفيدو من تذكرة (الجاى دى ) !
– (وهو غير مكترث لما سمعه) : الأعمار بيد الله .. أقطع ليا يا إبنى ماشى وجاى !
– طيب يا حاج إنت عاوز مقعد إستواء ولا نص (إستواء)
– مش فاهم !
– لا يعنى أنا بقصد إنت عاوز مقعدك قريب من أبواب النجاة ولا بعيد منها
– أكيد عاوزو قريب منها.. ولو عندكم حاجه أحسن كمان ما بطال
– والله إلا نحجز ليك (مقعد الكابتن)

بعد أن قام موظف الحجز بتسليم حاج (سليمان) التذاكر اشار عليه بالذهاب إلى (كاونتر) أخر مكتوب عليه(السلامة الشخصيه) ، بعد أن قام الموظف بإستلام التذكرة قام بقراءة محتوياتها ثم ثم نظر إلى حاج (سليمان) مخاطباً :
– شوف يا حاج كل مسافر على خطوطنا دى أنحنا لازم نتأكد من سلامتو
– والله دى الخطوط وإلا بلاش
– عشان كده لازم كل راكب يشيل (أنبوب الرغوة) بتاعتو معاهو
– ومالو يابنى نشيل
– تشيل ساااكت إنتا عارف الأنبوبه بتاعت الرغوة دى بى كم؟
– يعنى هي ما مع التذكرة ؟
– أكيد بي قروش وما مع التذكرة .. يا حاج هو نحنا (سفرك) ما مسئولين منو .. ح نكون مسئولين من سلامتك؟
– كيف يعنى؟
– أفهمك يا حاج .. الطيارة دى مش ممكن تقع فى البحر؟
– ممكن
– أها يعنى نصرف لى كل راكب (قارب نجاة)؟
– طبعن لا
– أها والطيارة دى مش ممكن تتعرض لى عمليه (قرصنة) أو إرهاب أو عصابه تختفا؟
– ممكن
– أها يعنى نصرف لى كل راكب مسدس وسكين
– طبعن لا
– والطيارة دى مش ممكن تنزل أضطرارى فى الإسكيمو؟
– ممكن
– يعنى نصرف لى كل راكب بالطو وبطانيه؟
– طبعن لا
– والطيارة دى مش ممكن تتعرض فى الجو لى ضغط عالى والشباك بتاعا ينشق
– ممكن
– أها يعنى نصرف لى كل راكب (مكنة لحام)؟
– طبعن لا
– الحاجات دى يا حاج مش كلها ممكن تحصل ؟
– أها يا إبنى بإختصار كده عشان سلامتى أنا هسه أشترى منكم شنو ؟ إنبوبة رغوة ولا قارب نجاة ولا بالطو وبطانيه ولا مكنت لحام ولا مسدس وسكين ؟
– والله يا حاج لو عاوز تضمن وصولك سالما غانما تشترى (الباقه) دى كلها وح نعمل ليك عليها تخفيض و نديك ليها بى سعر معقول
– أقول ليك حاجه يا بنى ؟ ما عندكم (باراشوتات) ؟
– الباراشوتات فى يا حاج لكن المشكلة طياراتنا دى ما بتديك فرصة
أقتنع الحاج بكلام موظف مبيعات أدوات السلامة الشخصيه حيث عدل عن (الباراشوت) وقام بإقتناء أنبوبة (رغوة ضد الحريق ) ، وبعد أن قام الحاج بحمل الأنبوبه أشار عليه الموظف بالمرور على كاونتر (وصايا المسافرين) حيث قابله الموظف مبتسما وهو يسأله :
– يا حاج وصيتك دى عاوز ناس البيت يستلموها بالسريع ولا عادى ولا بالنت ؟
– والفرق بيناتم شنو؟
– بالسريع يعنى ح يستلموها قبل ما تبقى (فحمة) يعنى قبل ناس المطافئ ما يطفو النار (بالمويه) .. وعادى يعنى عادى بعد ما تمشى المشرحة ويتم التعرف عليك والشغلانيه تطول
– طيب ده كلو عرفناهو قصة (بالنت) دى شنو؟
– أيوااا بالنت دى يعنى إنت بس تدينا الوصيه والإيميل بتاع ناس البيت ومع (الوقعه) طوااالى نرسلا ليهم بالإيميل
– والله يا ولدى (تكنولوجيا الكوارث) ما عندكم !
– وبعدين يا حاج فى حاجه مهمة لازم توضحا فى الوصيه بتاعتك دى؟
– اللى هيا أيه يا إبنى
– اللى هيا يا حاج إنك لازم توضح فى الوصية بتاعتك منو الح (يستلم) التعويض من (أحفاد أحفادك) !
كسرة :
تنبيه : هذا المقال يتم نشره بعد كل كارثة طيران يتعرض لها ناقلنا (الكان) وطني .. حتى الآن تم نشره (تسعة) مرات !!

[/JUSTIFY][/SIZE]

الفاتح جبرا
ساخر سبيل
[email]gabra-media@hotmail.com[/email]