الفاتح جبرا

خروف بالتقسيط


[JUSTIFY]
خروف بالتقسيط
ما أن تم إعلان جواز شراء خروف الأضحية (بالأقساط) حتى تكاثرت أعداد شركات بيع الخراف بالتقسيط للمواطنين

إمتلأت الوسائط الإعلامية بإعلانات من شاكلة :

– يا عوض مالك زهجان وخاتى إيديك فوق راسك تقول القيامة قامت؟

– الخروف يا محمود .. الخروف … الوليه اليوم كلو تنق تنق .. أجيب ليها خروف بي مليون وشويه من وين؟

– كان على كده يا عوض قضيتك محلولة بس تمشى طوااالى على شركة (خرفان بالتقسيط)

– شركة شنوووو؟

– شركة خرفاااان بالتقسيط

– وديل ح يضحوا ليا

– أيوااا ح يضحو (بيك ) وكمان على تلاته أقساط !!

– (صوت جهورى مع صوت خروف كخلفية) : مهما تكون فلسان وعدمان (خرفان بالتقسيط) ح تخليك تضحي إنتا كمان !

أما شركة (خروف ببلاش) فقد قامت بترويج إعلان من نوع آخر :

– الرسول يا نفيسه خروفكم المدوعل السمين ده إشتريتوهو بى كم ؟

– والله كان قلت ليكى يا سعاد ما بتصدقى ؟ ده مجانن !

– خروف قدر ده ومجانن ما بصدق

– لا صدقى يا سعاد .. أصلو عصام أخوى إشترى ليهو خروفين وأدوهو التالت ده ساااكت !

صوت جهورى (غير داك) : إشترى خروفين بالأقساط وأحصل على الثالث مجانن من شركة (خروف ببلاش) .. مع شركة خروف ببلاش مش ح تسدد العليك !

عبدالعال مواطن (مطحون) فهو موظف بسيط لا يقوى مرتبه الضعيف على الإنفاق على إحتياجات أسرته (الضرورية) ناهيك عن خروف العيد (البقى بالشئ الفلاني) ،بعد ضغوط شديده من الأولاد و(أم الأولاد) توجه لشركة (خرفان بالتقسيط) حيث وجد الشركة تزدحم بالمواطنين :

– (مواطن) : هسه الناس ديل ح يدونا الخروف ده بي سعر السوق !

– (آخر) : إنتا يا زول بتحلم؟ سوق شنو ؟ إنتا قايلهم شغالين القصة دى )هواية(؟ ما طبعاً عاوزين يكسبوا؟ ويطلعو ليهم قرش قرشين !

– (المواطن) : لا حول ولا قوة إلا بالله .. بالله ده إسمو كلامكمان فيها زيادات؟

داخل فناء الشركة الذي يعج بالخراف والمواطنين قام (عبدالعال) بإختيار خروف (مدوعل) :

– أها ده بي كم ؟

– عاوزو نظام سنة يا حاج وللا سنتين ؟

– سنه بي كم ؟ وسنتين بي كم !؟

– لو عاوزو سنه يعنى إطناشر قسط ح يكون بي مليون وتمنمية .. ولو سنتين يعنى أربعة وعشرين قسط ح يكون بي إتنين مليون وأربعمية !!

بعد تفكير وموازنات قام عبدالعال بإختيار (إطناشر قسط) ثم قام بتوقيع (عقد شراء خروف بالأقساط) مرفقاً معه إطناشر (كمبيالة) شهرية بعد أن أبرز أوراقه الثبوتية من بطاقة شخصية وشهادة سكن وشهادة مرتب من المصلحة التى يعمل بها !

وهو يضع الخروف على الركشة طلب عبدالعال من السائق أن يمر به علي (الزريبة) حيث قام بشراءكمية من (أبو سبعين) وكم ربطة (برسيم) ليعلف بهما الخروف مدة اليومين اللذين يفصلانه عن العيد ، ما أن توقفت الركشة أمام منزله حتى تجمع الصبية والأطفال وهم يتصايحون فرحين بينما تهللل وجه زوجته (نعيمة) وهى تفتح باب الشارع مستقبلة (الضيف) المنتظر.فى صباح اليوم التالى إستيقظ عبدالعال على صياح (نعيمة) وهى (تلكز فيهو) :

– عبد العال عبد العال قوم شوف خروفك ده

-( منزعجا) : مالو يا نعيمة !؟

– مشيت أشوف مويتو لقيتو راااقد وقاطع الحركة !

هب عبد العال واقفا وأسرع نحو الخروف المستلقى دون حراك ، ما أن نظر إلى عينيه (الجاحظتين) حتى تأكد له بأن الخروف قد فارق الحياة !

تفاجأ العاملون فى شركة (خرفان بالتقسيط) بشخص يدخل إلى الإستقبال وهو يجر خلفه (خروف ميت) يضعه فى منتصف الصالة ويتجه نحوهم والشرر يتطاير من عينيه :

– تدونى خروف بالليل يموت ليا بالصباح ؟

– وما يموت كان مات دى مسئوليتنا نحنا؟

– (فى غضب) : كيفن يعنى ما مسئوليتكم إنتو؟

– إنتا يا حاج ما قريت الكلام التحت المكتوب في العقد الوقعتو لينا ده؟ أقرأ هنا .. أقرأ هنا .. مش مكتوب (الشركة غير مسئوله عن البضاعه بعد خروجها من المحل) !!

كسرة :

إذا قابلت شخصاً يعتلي أحد (الصواني) الرئيسية رافعاً يديه وهو يصيح بأعلي صوته في تشنج مخاطباً المارة :

– الشركة غير مسئوله عن شنووو؟

– (المارة) : البضااااعة !

– بعد خروجها من وين؟

– (المارة) : من المحل

فأعلم أن البضاعة المشار إليها هى (خروف) وإنو الزول ده (عبدالعال) !

[/JUSTIFY][/SIZE]

الفاتح جبرا
ساخر سبيل
[email]gabra-media@hotmail.com[/email]