تحقيقات وتقارير

رغم مجهودات هيئة تنمية غرب كردفان:إرتباك الخدمات بمنطقة «كدام»

[ALIGN=JUSTIFY]الوحدة الادارية لمنطقة «كدام» التابعة لمحلية لقاوة بالقطاع الغربي لولاية جنوب كردفان والتي تقع على بعد ثلاثين كيلو متراً شرق مدينة الفولة عاصمة ولاية غرب كردفان التي تم إلغاؤها بموجب اتفاقية السلام الشامل الموقع بين الحكومة والحركة الشعبية في عام 2005م، أصبحت تواجه تدهوراً مريعاً في مجال الخدمات التعليمية والصحية والمياه بسبب هشاشة البنية التحتية رغم مجهودات هيئة تنمية غرب كردفان التي أنشئت بقرار جمهوري لتقديم الخدمات للقطاع الغربي فالهيئة رغم خططها الطموحة الا ان شح التمويل اعاق تنفيذ مشروعاتها بالصورة التي يتطلع لها مواطنو القطاع الغربي بولاية جنوب كردفان الامر الذي ادى إلى ارتفاع الفاقد التربوي بالمنطقة وسط البنين والبنات بصورة كبيرة، كما ان خدمات المياه تدنت لادنى حد لها بينما الخدمات الصحية تكاد تكون معدومة .. «الرأي العام» التقت بالعمدة «سعد داؤد عبد الرحيم» ونائب مدير مدرسة «كدام» الثانوية ونائب رئيس المجلس التشريعي لولاية غرب كردفان سابقاً واجرت التحقيق التالي:
———

بنية تحتية هشه
يقول: العمدة/ سعد داؤد عبد الرحيم عمدة المسيرية اولاد غانم بمنطقة «كدام» : الوحدة الادارية لمنطقة «كدام» التي يبلغ عدد سكانها تسعين الف نسمة وبها اربع وخمسون مدرسة اساس للبنين والبنات بالاضافة الى مدرستين ثانويتين للبنين والبنات باتت تواجه صعوبات متعددة في إستمرار التعليم الامر الذي يهدد عدداً من المدارس بالتوقف عن العمل بسبب عدم وجود المباني التي تشيد بصورة سنوية من «القش» الذي تلتهمه «الأرضة» بسهولة ولذلك باتت معظم المدارس غير مكتملة الامر الذي ادى إلى تشريد التلاميذ باعداد كبيرة من مرحلتي الاساس والثانوي، فهناك جهود مبذولة لهيئة تنمية غرب كردفان تشيد المدارس بالمواد الثانية ولكن شح التمويل اعاق تنفيذ مشروعات الهيئة التي نجحت في اكمال مدرسة اساس داخل مدينة كدام بالمواد الثابتة. فمدرسة البنات الوحيدة بالمنطقة تستوعب حوالي اربعمائة وخمسين طالبة فقط ولذلك اصبح هناك فاقد تربوي كبير وسط البنات اللائي اتجه الاهالي لتعليمهن في وقت متأخر بعد التحول الذي احدثته ثورة الانقاذ الوطني في مجال التعليم العام والعالي الفاقد التربوي المتصاعد وسط البنين والبنات يهدد استقرار المنطقة التي ما زالت بدون مشاكل أمنية كما أن المنطقة تعاني من تدني الخدمات الصحية حيث يوجد مركز صحي واحد عاجز عن تغطية احتياجات المنطقة التي يفترض ان يكون بها مستشفى ريفي بينما اصبحت المنطقة تواجه شحاً في المياة بعد توقف معظم مضخات المياه اليدوية التي كان يعتمد عليها المواطنون في مياه الشرب ولذلك لابد من حفر عدد اربعة حفائر لسد نقص المياه فالمنطقة تجري فيها وديان طوال فترة الخريف ولكن لا يستفاد من مياهها، فعدم اهتمام الدولة بخدمات المياه والصحة والتعليم يهدد مواطني المنطقة بالنزوح.

نقص المعلمين
يقول: الاستاذ/ حامد ادريس محمد نائب مدير مدرسة «كدام» الثانوية وعضو الهيئة النقابية لعمال التعليم بمحلية لقاوة ولاية جنوب كردفان، الوحدة الادارية لمنطقة «كدام» شهدت توسعاً في تعليم مرحلة الاساس خلال فترة قيام ولاية غرب كردفان التي ألغيت باتفاقية السلام الشامل، فهناك اربع وخمسون مدرسة اساس ومدرستان ثانويتان للبنين والبنات ولذلك كل ابناء المنطقة وجدوا طريقهم للتعليم في مرحلة الاساس رغم وجود نقص حاد في معلمي مرحلة الاساس يصل إلى «06%» ولكن مع ذلك المدارس مستمرة في الدراسة بصورة منتظمة بينما المدارس تعاني من هشاشة في البنية التحتية بصفة عامة الامر الذي يزيد من الأعباء المالية على اولياء امور الطلاب الذين يتولون تشييد المدارس بالمواد المحلية بصورة سنوية في حين ان حجم التلاميذ بمرحلة الاساس لا تقابله نسبة استيعاب بالمدارس الثانوية فهناك مدرسة واحدة للبنين بها خمسمائة وستون طالب بمعدل خمسة وتسعين طالباً للفصل الواحد فالمدرسة معظم فصولها مشيدة من المواد المحلية ولذلك ارتفعت نسبة التشرد وسط الطلاب إلى مائتي طالب هذا العام بسبب صعوبة مواصلة الدراسة وتدهور البيئة التعليمية فالوحدة الادارية غير قادرة على تشييد داخليات كما أن جهود هيئة تنمية غرب كردفان ظلت خططاً بسبب نقص التمويل، فالطلاب يضطرون لمغادرة المدرسة واللحاق بأهليهم الرحل لانعدام مواقع السكن، ولذلك المدرسة الثانوية تحتاج الى داخلية لايواء الطلاب غير المقيمين بالمدينة ولتمكين المعلمين من تنفيذ برامج الاشراف التربوي فمواطنو (المنقة) يطالبون هيئة تنمية غرب كردفان بإكمال مدرسة البنين التي شيدت بالجهد الشعبي وفق خطط الهيئة لميزانية عام 2008م الى جانب تشييد مدرسة للبنات لمواجهة الاعداد المتزايدة من الفاقد التربوي وسط البنات الذي بلغ ثمانمائة طالبة هذا العام بسبب عجز المدرسة عن استيعابهن بينما فاقد الطلاب سيرتفع الى الف طالب هذا العام.
ولذلك اذا لم يتم تدارك التعليم بالمنطقة في الوقت المناسب سوف تصبح المنطقة بؤرة للتوترات الاجتماعية بسبب البطالة الناتجة عن الفاقد التربوي حيث حاولت الوحدة الادارية معالجته عن طريق اقامة داخليات مؤقتة للطالبات بالمدرسة الثانوية شيدت من عشر خيام تبرع بها الفريق أول شرطة محمد نجيب الطيب مدير عام قوات الشرطة للمدرسة خصصت منها خيمة لسكن معلمات المرحلة الثانوية اللاتي يعملن بالمنطقة فيما هناك مائة وخمسون طالبة بالمدرسة الثانوية يقمن في تسع خيام، فمدير عام قوات الشرطة ساهم بصورة كبيرة في تعليم المرأة بمحلية «كدام» بتوفير الايواء للطالبات.

البرنامج الإسعافي
يقول مولانا اسماعيل آدم جبريل نائب رئيس المجلس التشريعي السابق لولاية غرب كردفان الملغاة بموجب اتفاقية السلام الشامل في عام 2005م:
إلغاء الولاية احدث ارتباكاً في الخدمات بصفة عامة في المنطقة الغربية ولكن قيام هيئة تنمية غرب كردفان بقرار جمهوري لتقديم الخدمات التنموية لمواطني المنطقة أسهم بصورة كبيرة في الاستقرار الاجتماعي رغم عدم توفر السيولة الكاملة لتنفيذ مشاريع الهيئة والتي وجدت قبولاً من مواطني المنطقة القريبة لولاية جنوب كردفان بصفة عامة، فهناك برنامج اسعافي نفذ بتكلفة ثلاثمائة الف دولار شمل تشييد عشرين محطة مياه كاملة بالاضافة إلى ست واربعين محطة مياه كاملة عبر برنامج التمويل بالضمانات وتشييد خمس واربعين مدرسة وفق مواصفات عالية بالمنطقة الغربية ومستشفيين تخصصيين واثنى عشر مركزاً صحياً بالقرى المختلفة ولكن اتساع دائرة المنطقة التي تعاني من إنهيار شبه تام في البنية التحتية لم تمكن الهيئة من توفير الخدمات لكل محليات ولاية غرب كردفان السابقة التي قامت الهيئة من اجل خدمة مواطنيها ولذلك يناشد مواطنو غرب كردفان رئيس الجمهورية لوضع اعتبارات خاصة لولاية غرب كردفان ضمن المشروع الذي طرحه لاعداد دراسة فنية لزيادة عدد الولايات الشمالية وفق استراتيجية مبادرة أهل السودان التي تهدف لمعالجة قضايا السودان بصورة شاملة وبناء دولة قوية توظف مواردها لخدمة المواطنين والدفاع عن أمن المواطن وحماية حقوقه المكتسبة.
هارون محمد آدم :الراي العام [/ALIGN]