نادية عثمان مختار

كرهت المدرسة وكرهت المعلمين جميعاً !!

كرهت المدرسة وكرهت المعلمين جميعاً !!
تعقيباً على مقالي الأخير انهيار مخ طالب (بضربة) معلم
تلقيت العديد من الرسائل والاتصالات التي تحثني على المضي قدماً في التصدي لهذه العادة الكريهة والدخيلة على مجتمعنا السوداني السمح الذي عرف بمحنته ومحبته للصغار.. !!
من الرسائل التي شدتني رسالة الأخ أمجد حمد العقباوي من أهالي بورتسودان والتي جاء فيها :
أستاذة نادية لك كل التقدير والاحترام وأنت تجندين قلمك ضد كل ما هو سالب في مجتمعنا الطيب الكريم ..
وأحب أن أوضح في البدء أن كل واحد منا قضى ساعات طوال من عمر زمانه في المدارس فالمفترض أن المدرسة المكان الذي يتم فيه احتواء التلميذ وطالما كان تواجده بها يعني تعامله وتعايشه اليومي مع كل المتواجدين بالمدرسة فيبقى احتكاكه بمعلمه أكبر مما يستوجب تواجد الألفة بينه وبين المعلم وليس العكس..!!
وعلى المعلم أو المعلمة على حد سواء التعامل بالكثير من التعقل والحكمة ولا بد من الصبر وطول البال مع التقدير للطلاب ..
فالتعليم تعاون و تبادل معرفة وعلم واكتساب في المقام الأول …
في قديم الزمان كان الضرب هو سيد الموقف ويتم من خلاله تأهيل وتربية النشء ورغم ذلك فانه كان يولد الخوف لدى التلميذ وقد يتسبب في انتكاسة تؤدي به إلى كراهية المدرسة والمعلمين خصوصا في مرحلة المراهقة يرى بأن ضربه إهانة لذاته وهذا شيء واقعي إلى حد ما ويتسبب ذلك في توليد العناد واللامبالاة في نفسه..
ومن هنا كان الضرب مضراً جداً وليس له أي فائدة سوى الخوف المترتب ..
أذكر أن أحد أستاذتنا الأجلاء عمل طابور خاص لتكسير أصابع كلتا يدي طالب كان و كنت في الصف الأول ابتدائي .. و لم يكتفي بذلك بل دار به علينا وهو يرد أن هكذا سيكون العقاب دائماً !!
أتعلمين يا أستاذة نادية ماذا فعلت وقتها ؟؟ جن جنوني للحد البعيد وكرهت المدرسة وكرهت معلمي هذا وكل المعلمين وأصابني رعب شديد و ليس خوف فقط وكان الضرب يمتد للمرحلة المتوسطة و ربما للثانوي وقتها ..فصرت أتخيل المدارس وكأنها سجون وعقاب وجلاد وليست مدارس للتربية والتعليم ..!!
فالتمهيد للدرس علم .. ومعاملة التلاميذ علم أكبر مكانة منه ..
والعقاب والمكافأة أساليب وتقنيات ..يفترض التعامل فيها بالكثير من الصبر والحكمة والذكاء !!
فالتدريس عملية تربوية قبل كونها تعليمية ..
إذن لا بد من أساليب مفيدة تربوياً و مجدية إلى حد ما ومن هنا اقترن التدريس بالجانب والتأهيل التربوي !!..

نادية عثمان مختار
مفاهيم – صحيفة الأخبار – 2011/10/12
[email]nadiaosman2000@hotmail.com[/email]