هنادي محمد عبد المجيد

الحكمة والسفاهة‏

الحكمة والسفاهة‏
صفة اليوم هي مطلب كل عاقل ، وهي الكنز الذي يتنافس عليه كل عاقل عالم ، وهي أعلى مراتب العلم والإيمان بالله ،ألا وهي الحكمة ، قال النووي عليه رحمة الله:” الحكمة هي العلم المشتمل على المعرفة بالله مع نفاذ البصيرة وتهذيب النفس وتحقيق الحق للعمل به والكف عن ضده ، والحكيم من حاز ذلك ” ومن أسماء الله تعالى : الحكيم ،وهو الذي يحكم الأشياء ويتقنها ، قال تعالى:[يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولي الألباب] وقال تعالى:[ ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين] وقال :[ ولقد آتينا لقمان الحكمة أن أشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد] وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ضمني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صدره وقال:{ اللهم علمه الحكمة} وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم :{ لا حسد إلا في اثنتين ، رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ،ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها} والحكمة تدل على المعرفة بالله سبحانه وتعالى مع نفاذ البصيرة وتهذيب النفس وتحقيق الحق للعمل بمقتضاه والبعد عما سواه ،والحكمة من سمات الأنبياء والصالحين والعلماء العاملين .ولنستوضح قيمة الحكمة أكثر علينا التعرف على معنى الصفة المقابلة لها في المعنى ألا وهي <السفاهة> والسفاهة هي : خفة الرأى في مقابلة ما يراد منه من المتانة والقوة ، قال تعالى: ،إذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون] وقال تعالى: [ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل لكم قياما وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا] وقال تعالى:[ وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا] وهذا قول الجن – الذين سمعوا القرآن – في إبليس لعنه الله ،،وعن علي رضي الله عنه أنه قال: “سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {يأتي في آخر الزمان أقوام حدثاء الأسنان ،سفهاء الأحلام ،يقولون من خير قول البرية ،لا يجاوز إيمانهم حناجرهم ،فأينما لقيتموهم فاقتلوهم ،فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة }وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ إنها ستأتي على الناس سنون خداعة ،يصدق فيها الكاذب ،ويكذب فيها الصادق ،ويؤتمن فيها الخائن ، ويخون فيها الأمين ،وينطق فيها الرويبضة ،قيل وما الرويبضة؟ قال: السفيه يتكلم في أمر العامة }،،، قال الشافعي رحمه الله : يخاطبني السفيه بكل قبح / فأكره أن أكون له مجيبا ،،،،،يزيد سفاهة فأزيد حلما / كعود زاده الإحراق طيبا ،،بارك الله في الشافعي فكلماته لم تجد من يأتي بخير منها ،،وخلاصة حديثي أن السفاهة من صفات أعداء الله من المنافقين والكفار واليهود ، وأن ظهور السفهاء وكثرتهم من علامات الساعة ،وأن سفهاء الأحلام -وهم الخوارج -يجب قتالهم لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك لما في خروجهم من الفساد العظيم والشر المستطير ،، اللهم إنا نسألك حكمة لا تنفذ ،، ونعوذ بك من الكفر والشقاق والنفاق ومساوئ الأخلاق ،، اللهم آمين .

هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]