هنادي محمد عبد المجيد

التَّأنِّي والعَجَلة‏

التَّأنِّي والعَجَلة‏
قالوا في معنى التّأني ،هو عدم العجلة في طلب شيء من الأشياء ،والتمهل في تحصيله والترفق فيه ،،والتّأني من الصفات التي يُحبها الله تعالى ، فليحرص المرء على التخلق بها إن لم تكن فيه ،وبالتّأني يبلغ المرء رجاءه ومراده ،ويكبت أعداءه وحساده ،،وفي ذلك قال تعالى:[ ولا تعْجل بالقرآن من قبل أن يُقضى إليك وحيُه] وقال تعالى:[ يأيّها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبيّنوا أن تُصيبوا قوما بجهالة فتُصبحوا على ما فعَلتم نادمين ] وعن أبي سعيد الخُدري رضي الله عنه – في حديث طويل – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأشْج بن عبد القيس:{ إنّ فيك لخصلتين يحبّهما الله ورسوله الحِلم والأناة } وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ التؤدَة في كل شيء إلا في عمل الآخرة} وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:{ التّأني من الله ،والعجَلة من الشيطان ،وما أحد أكثر معاذير من الله ،وما شيء أحبّ إلى الله من الحمد } وقال النووي رحمه الله :” التّأني في الحركات واجتناب العَبَث هو السّكينة المحمودة ،أما غضُّ البصر وخفضُ الصوت وعدم الإلتفات فهو الوقار”،،،،،،،،،،<العَجَلة> قال الراغب في معنى العَجلة :” هي طلب الشّيء وتحرِّيه قبل أوانه ،وهو من مقتضى الشّهوة ،فلذلك صارت مذمومة في عامة القرآن حتى قيل:(العَجلة من الشّيطان ) قال الله تعالى:[ ويستعجلونك بالسّيئة قبل الحسَنة وقد خَلتْ من قبلهم المَثُلات وإنّ ربّك لذو مغفرةٍ للناسِ على ظلمِهم وإنّ ربَّك لشديدُ العِقاب] وقال تعالى:[ ويَدْعُ الإنسان بالشّر دعاءهُ بالخيرِ وكان الإنسانُ عجولاً] وقال :[ فلا تعجل عليهم إنَّما نعُدُّ لهم عدا] وقال تعالى:[ فتعالى اللهُ الملكُ الحقُ ولا تعجَل بالقرآنِ منْ قبلِ أن يُقضَى إليكَ وحيُه وقلْ ربِّ زِدْني عِلما] وقال:[ ويَستعجِلونَك بالعَذاب ولولا أجلٌ مسمّى لجاءهمُ العذابُ وليأتينّهم بغْتَة وهم لا يشعرون ،يستعجلونك بالعذاب وإنّ جهنّم لمحيطةٌ بالكافرين] وعن أنس رضي الله عنه أنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد رجلاً من المسلمين قد خَفَت فصار مثل الفرخْ ،فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:{ هل كنت تدعوه بشيء أو تسأله إيّاه؟} قال نعم ،كنت أقول : اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجّله لي في الدُّنيا ،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{ سبحان الله لا تُطيقُه أو لا تستطيعه ،أفلا قلت: اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} وقال :فدعا الله له فشفاه ..
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ يُستجاب لأحدكم مالم يَعجل ،يقول: دعوتُ فلم يُستجب لي} خلاصة قولنا :أنّ العجلة دليلُ السّفَهْ ،وخِفّة الحِلم ،وضَعف العقل ،ومن مضارها كثرة الزلل والوقوع في الخطأ ،والعجلة في الدعاء سبب لعدم الإستجابة ، اللهم فقهنا في ديننا وهبنا الحِلم والآناة ،،اللهم آمين

هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]