هنادي محمد عبد المجيد

القنَاعَة والطَّمَع‏

القنَاعَة والطَّمَع‏
لا زلنا نستعرض الصفات والمعاني ،التي تؤهلنا لأن نكون مجتمعا فاضلا ،بإنسانه الذي يتحلى بجميل الصفات ،ويتخلى عن ذميمها ، وما أمس الحاجة اليوم للتعرف على صفة القناعة ونقيضها في المعنى وهو الطمع ،، لنرى ما فضل القناعة، وما المذموم في صفة الطمع ،،<القناعة> قال الراغب:” القناعة هي الإجتزاء باليسير من الأغراض المحتاج إليها ،قال تعالى:[ للفُقراء الذين أُحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضَرْبا في الأرضِ يَحسبُهم الجاهِل أَغْنِياءَ منْ التَّعفُّفِ تعرفُهُم بسيماهُم لا يسْألونَ النَّاس إلْحافا وما تُنْفِقوا مِنْ خيْر فإنَّ اللَّه بهِ عليم] وعن عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:{ قد أفلَح من أسْلَم ورَزَقَ كفافا وقنَّعه اللَّهُ بِمَا آتاه} وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{انظروا إلى من أسفل منكم ، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم ،فهو أجدرُ أن لا تزدروا نعمة الله} وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم :{ ليس الغنى عن كثرة العَرَض ،ولكن الغنى غنى النفس} وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت لعروة: ابن أختي إنْ كنا لننظُر إلى الهِلال ثلاثة أَهِلّة في شهرين ،وما أوقدت في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نار ،فقلت: يا خالة ماكان يُعَيِّشُكُم؟ قالت: الأسودان التمر والماء إلَّا أنَّه قد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيران من الأنصار كانت لهم منائِح – مفردها منيحة ،وهي ناقة أو شاة تعطيها غيرك ليحتلبها ثم يردها عليك – وكانوا يمنحون رسول الله صلى الله عليه وسلم من ألبانهم فيسقينا} وعن عائشة رضي الله عنها قالت:” ماشبع آل محمد صلى الله عليه وسلم منذ قدم المدينة من طعام بُرٍ ثلاث ليالٍ تِباعا حتى قبُض” ،،وقال الشافعي رحمَه الله: رأيتُ القناعة كنز لمن ملكه ،وطريق سعادة لمن سلكه ،قال الغزالي رحمه الله :كان محمد بن واسع يبل الخبز اليابس بالماء ويأكل ويقول:” من قنع بهذا لم يحتج لأحد” ،،ولكن هل نستطيع نحن في زماننا هذا أن يكون قوت يومنا خبزا يابسا وماء ؟ تعالوا نرى ،،<الطَّمع> قال الراغب في معنى الطَّمع: هو نزوع النفس إلى الشيء شهوة له ،،قال تعالى:[ أفتطمعون أن يُّؤمنوا لكم وقدْ كان فريقٌ منهم يسمعون كلام الله ثم يحرِّفونه من بعدِ ما عقَلوه وهمْ يعلمون] وقال:[ أيطمع كل امرئ منهم أن يَّدخل جنة نعيم] وقال :[ ذَرني ومَن خلقتُ وحيدا ، وجعلتُ لهُ مالا مَمْدودا ، وبنينَ شهودا ، ومهدَّتُ له تمهيدا ، ثمَّ يطمعُ أن أزيد ، كلَّا إنَّه كان لآياتِنا عنيدا ، سأُرهقه صَعودا] وعن ابن كعب بن مالك الأنصاري عن أبيه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه} وعن ابن عباس رضي الله عنهما يقول : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قال :{ لو كان لإبن آدم واديان من مال لأبتغى ثالثا ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب} ،،هل وصلتم لإجابة سؤالي السابق؟ ،،بالتأكيد نعم ،إلا أن الطمع شر ما المرء جمَع ، وفيه بدد الأوقات وضيَّع ، فلا خير فيه أقبل عليك أو تمنَّع ،قال الشاعر: لا تغبِطنَّ أخا حرص على سعة / وانظر إليه بعين الماقت القالي ،،،،،إن الحريص لمشغول بثروته / عن السرور بما يحوي من المال ،،،اللهم إنا نسألك قناعة لا تنفذ ونستعيذ بك من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ،،اللهم آمين .

هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]