القائد الشهيد ود بشر وضريبة البحث عن السلام
ان كل ذلك عمل غير اخلاقي ولا شريف ولا مبرر طالما ان هناك ضحايا ابرياء يسقطون في معاركهم تلك التي لا يربح منها الوطن ولا الاقليم ولا القبيلة وهي معارك لا يستفيد منها غير اثرياء الحرب الذين يكنزون الامول في الخارج ويديرون المعارك بالهواتف النقالة.
لقد تم قتل الشهيد القائد محمد بشر أحمد واخيه سليمان أركو ضحية وبقية شهداءنا الابرار بدم بارد وهم يسافرون ليحملوا احلام اليتامي والمشردين من ابناء دارفور في العيش بسلام وانهاء حالة التشرزم والهوان في معسكرات النزوح المذل والمهين لنا ولاهلنا المشتتين من جراء الحرب اللعينة، لقد كان هاجس القادة هو توفير مأوى ومسكن لهؤلاء اليتامي واالثكالي، لقد حملوا هذه الامانة لانهم يعيشون وسط الناس وبينهم ولا يسافرون الي عواصم الغرب والشرق ويتربحون باسم الضحايا واليتامي والعزل.
لقد تصدي كل العالم الان لادانة هذا العمل الاجرامي فقد اصدر الاتحاد الاوربي بيانا قويا وكذلك لقد فعلت حسنا دولة قطر عندما طالبت المجتمع الدولي بإدانة اغتيال قادة السلام في دارفور، وفي مقدمتهم محمد بشر قائد الحركة، ونائبه آركو ضحية، وعدد من مجموعته، لقد قالت وزارة الخارجية القطرية، وفقا لوكالة الأنباء القطرية «قنا»، أن بلادهم «تدين مثل هذه الأعمال الإجرامية التي تمثل استهدافا لعملية السلام والاستقرار بدارفور، وتدعو المجتمع الدولي كافة لإدانة هذه الجريمة النكراء».
فها هو مجلس الامن في الامم المتحدة يناقش الامر وكذلك أدانته الجامعة العربية والاتحاد الافريقي وروابط وجمعيات ابناء دارفور في كل العالم لهذه الجريمة المنكرة لان الجناة لم يكونوا يستهدفون القادة الشهداء لاشخاصهم بل لمعرفتهم بان الوعي الذي قاموا به هو طلب السلام الشريف وتامين الجوعي واعادة الناس الي قراهم وليس التكسب بدماء المساكين والفقراء.
ونحن نقول لهم ان الايادي التي امتدت الي قتل رجال السلام وقامت بأسر آخرين ستبتر، لقد اراد هؤلاء لنار الحرب في دارفور ان لا تنطفئ وارادوا ان يرسلوا رسالة تقول انه لا حرب او سلام الا باشارة من قادة معارضة الفنادق وليس لرجال الميدان والقادة الذين تدوس اقدامهم علي الجمر الا ان يكونوا تبع اذلاء لهم ونحن نقول لهم هيهات. ونسالهم سؤال من المستفيد من توجيه البندقية بين ابناء دارفور الي صدور بعضهم البعض؟؟ انكم اليوم تنفذون اجندة الاعداء بهذا العدوان الغاشم علي رجال وقادة السلام والحرب في دارفور، انكم بهذا تكونوا اعداء الوطن واعداء قضية دارفور.
أن ذلك الهجوم البربري الذي قاموا به يقف مثالاً على رفضهم للتوصل لسلام عادل شريف يعيد الماء والزرع الي ربوع دارفور والابتسامة الي اطفالها، وهل من العيب ان نفاوض حكومة الامر الواقع في الخرطوم “كما قال الدكتور جون قرنق”؟.
ان الدكتور خليل ابراهيم نفسه فاوض النظام في الخرطوم من اجل السلام، فما العيب ان يفعل القائد الشهيد ود ابشر هذا؟ هل حرام علينا وحلال عليكم؟ ام انها اجندة احزاب اخري تدينون لها بالولاء وتعليمات من الخارج تاتيكم؟؟
ان الوصول الي سلام يؤمن الغذاء والكساء والدواء لابناء دارفور المشردين في كل البلدان ويعيد الامان الي سكان الاقليم هو الهدف الاستراتيجي الذي يجب ان يسعي اليه كل دارفوري شريف، وليس تنفيذ اجندة لا تمت للاقليم وسكانه وضحاياه الابرياء بصلة، ذلك هو الهدف الذي قضي كل شهداء القضية الدارفورية من اجله ويجب ان نستمر علي دربهم في طلب السلام بكل السبل عن طريق التفاوض مع الحكومة او مع غيرها، وليس توجيه بنادقنا الي صدور بعضنا البعض هو يخدم القضية باي حال من الاحوال، كانت تلك اخر كلمات الاخ ود بشر يشهد الله له بها وهو ينادي للسلام.
يلاحظ الناس كلما كانت هناك خطوات ناجحة بإتجاه السلام في دارفور فإن بعض اصحاب الاجندة الشخصية يضعون العقبات والعراقيل أمام ذلك المسعي.
ان جريمة اغتيال المناضل ود بشر والرجال الذين قامو معه بسبب انهم كانو يطلبون السلام الشريف ان اقل وصف يطلق علي هذا العمل الجبان بانه جريمة إرهابية، ومسلك عدواني غادر، ويؤكد أن من ارتكبه يمارس الإجرام باسم النضال، وأن ما حدث هو هدم كبير لنضال ابناء دارفور في سبيل قضيتهم العادلة التي اعترف كل العالم بعدالتها ويكسر اجنحة مسيرة السلام التي ينطلق نحوها أبناء دارفور.
لقد قتل هؤلاء الرجال وهم عزل من كل شئ الا ايمانهم بحقهم المطلق في الحياة لهم ولشعبهم وان الجماهير ستقتص من كل من ظلمها، او اكل مالا بإسمها، او سفك دما او سرق احلامها.
اننا نقول لشهداءنا فلتستقر ارواحكم في عالي الجنان ونحن علي دربكم سائرون ونقول لاسرانا نحن قادمون ونقول لجماهير الحركة ومحبي السلام علي امتداد الوطن الكبير في السودان وعلي امتداد الاهل في دارفور اننا سنسير علي درب الشهيد ود بشر الذي خطه بدمائه نحو السلام.
أمين الدين مختار نورين
مسئول المكاتب الخارجية لحركة العدل والمساواة