عيد ميلاد شركة حكومية ..!!.
** في يوليو 2010، تم تدشين بصات هذه الشركة بعدد ( 200 بص)، تم إستيرادها من الصين، وفي حفل التدشين قال الوالي الخضر بالنص ( نهاية العام سيرتفع العدد الي 1000 بص)، ثم أضاف بالنص أيضا ( خلال ثلاث سنوات سيرتفع العدد الي 3000 بص، وعلى السادة أصحاب المركبات الخاصة التحسب لذلك بتوفيق أوضاعهم)، هكذا كان الوعد والتحذير .. إكتمل عام التدشين، فلم يكتمل الوعد بحيث يصبح (1000 بصا)، ثم بلغ وعد التدشين حولا كاملا في يوليو الفائت، فاحتفل سادة المجلس والإدارة بعيد ميلاد شركتهم التي فيها للشعب نصيب من الأسهم يقدر ب (19%)..فلنحتفل معهم بعد الإعتذار على التأخير..عام وثلاثة أشهر من عمر شركة ولاية الخرطوم للمواصلات، فلنحصد هذا الحصاد المر..وكما حذر الوالي الخضر ملاك المركبات الخاصة بالتحسب من آثار نهضة الشركة، نحذر نحن أيضا القراء الأفاضل من آثار الحصاد المر الذي سوف يلطمهم بأرقامه وحقائقه المولمة..بعد إستجلابها ل ( 200 بص) في يوليو 2010، إستجلبت الشركة أيضا ( 100 بص) في وقت لاحق، ليصبح عدد البصات ( 300 بص)، حسب حديث مدير عام الشركة.. ولكن لك أن تعلم يا صديق بأن الشركة تحتفل بعيد ميلادها الأول هذه الأيام وهي تقف على ركام بصات يقدر عددها ب(200)، هي جملة البصات المتراكمة في حوش الشركة، جوار سباق الخيل، بعد أن فقدت قدرتها على النقل ولم تعد تصلاح إلا أقفاصا للدواجن.. نعم، (200 بص)، لم يكتمل العام عمرا، ولكنها تعطلت وتوقفت عن العمل ولاتزال .. وللأسف، أي يا للحسرة، بعضها تعطل بعد عشرين يوما فقط من العمل، أي لم يكمل الشهر، بل هناك – في ذات الحوش – بصات لم تكمل اليوم، حيث سخنت مايكيناتها فسحبوها من الشارع و(ركنوها في الحوش)، ولاتزال .. هذا بعض الحصاد، ولاتسأل نفسك ياصديقي – بسذاجة – عن المواصفات والمعايير واللجان الفنية وكيفية إختيارها لبص لايكمل يوما أو شهرا أو عاما في الطرقات.. لاتسأل، فأنت في السودان، حيث الفساد يمشي على ساقين..فقط تابع بقية الحصاد، ولكن تحلى بالصبر ..!!
** تلك البصات – المكدسة في الحوش – ماركات يوتونق و تاتا ومارسيدس، ليست جديدة بالكامل، بل فيها المستعملة أيضا منذ الأعوام ( 1997، 1999، 2000)، ومع ذلك أسعارها على حسب توالي تلك الماركات ( 84 الف دولار، 72 الف دولار، 22 الف دولار) سعر البص.. بفطنتك تكون قد قدرت (أحجام العملة الحرة) الذي أهدرتها الشركة في فواتير شراء تلك البصات، ومع ذلك يتواصل الإهدار بالعملة الوطنية أيضا..حيث يقول مدير الشركة – بلا خوف أو حياء – بالنص ( الشركة تخسر يوميا 8 مليون جنيها )، وبمنتهى البراءة يجمع تلك الخسائر ويقول ( يعني خسرنا زي 700 مليون جنيه في السنة الفاتت)، أي وهم يحتفلون بعيد الميلاد الأول خسروا سبعمائة مليون جنيها فقط لاغير، بجانب (200 بص)..ثم يقول مدير الشركة بمنتهى البراءة أيضا ( لاتوجد إسبيرات لهذه البصات )، أي بعد إستجلابهم للبصات إكتشفوا عدم توفر إسبيراتها بالسودان ..ثم يصف الخضر كل هذه الخسائر قائلا ( ده شئ طبيعي، وانها عثرات البداية )، قالها هكذا، بكل بساطة، ثم وعد الشعب بأنهم بصدد إستجلاب ( 300 بصا).. وعليه، إن كانت كل تلك الخسائر التي تحتفل بها الشركة في عيد ميلادها الأول هي (عثرات البداية)، فلنترقب عيد الميلاد الثاني لنحتفل معها ب(عثرات النهاية) .. ولك الله يا بلد ..!!
إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]