هنادي محمد عبد المجيد
قِصَر الأمل وطول الأمل
<طول الأمل> قال ابن حجر:” في الأمل سرٌّ لطيف لأنه لولا الأمل ما تهنىَّ أحد بعيش، ولا طابت نفسه أن يشرع في عمل من أعمال الدنيا، وإنما المذموم منه الإسترسال فيه وعدم الإستعداد لأمر الآخرة، فمن سلم من ذلك لم يكلَّف بإزالته ،”لذلك قلنا إن طول الأمل يعد فتنة إن فقدنا توازن الأخذ به ،واليهود خير مضرب لمثل هذا الأمر ففيهم أنزل الله تعالى قوله:[ ولتجدنَّهم أحرص الناس على حياةٍ ومن الذين أشركوا يودُّ أحدَهم لو يُعمَّر ألفَ سنةٍ وما هوَ مُزحْزِحَهُ من العذاب أن يُعمَّر والله بصيَر بما يعمَلون] وقال:[ آلر تِلك آياتُ الكتاب وقرآنٍ مُبين ، رُبَّما يودُّ الذين كفروا لو كانوا مسلمين ، ذَرْهُم يأكلوا ويتمتَّعوا ويُلهِهِم الأمَلُ فسوْف يعلمون] وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: خط النبي صلى الله عليه وسلم خطا مربعا وخط خطا في الوسط خارجا منه وخط خططا صغارا إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط وقال:{ هذا الإنسان وهذا أجله محيط به – أو قد أحاط به – وهذا الذي هو خارج أمله، وهذه الخطط الصغار الأعراض، فإن أخطأه هذا نهشه هذا ،وإن أخطأه هذا نهشه هذا} وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:{ لا يزال قلب الكبير شابا في اثنين: في حب الدنيا ،وطول الأمل} ،، إن لطول الأمل أسبابا فأحذروها منها: الجهل، وحب الدنيا، والأنس بها، والغفلة عن الآخرة ،وما أعد الله فيها من النعيم المقيم لأهل طاعته ومن العذاب الأليم لأهل معاصيه، وقلة الصبر عن الشهوات، وشدة الغفلة عن الطاعات، وهو باب عظيم يلج منه الشيطان للإنسان كي يقعد به عن اللحاق بركب المسارعين في الخيرات الطامعين في جنة عرضها الأرض والسماوات ، نسأل الله بمنه وكرمه أن يجعلنا منهم ،،اللهم آمين.
هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]