هنادي محمد عبد المجيد

التفاؤل والتطيُّر‏

التفاؤل والتطيُّر‏
الفَأْل كما عرفه النبي صلى الله عليه وسلم :هو الكلمة الصالحة ،أو الكلمة الطيبة، أو الكلمة الحسنة يسمعها الشخص ،قال تعالى:[ وقولوا للناس حُسْنا] وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:{ لا طَيْرة ،وخيرها الفأْل} قيل يا رسول الله وما الفأل؟ قال:{الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم} وعن أنس رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال:{ لا عدوى ولا طَيْرة، ويعجبني الفَأْل: الكلمة الحسنة، والكلمة الطيبة} وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:” كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل، ويكره الطيرة “- وكلمة الطيرة يقصد بها التشاؤم – وقال الحليمي رحمه الله :”كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل، لأن التشاؤم سوء ظن بالله تعالى بغير سبب محقق ،والتفاؤل حسن ظن به ، والمؤمن مأمور بحسن الظن بالله تعالى على كل حال” ،، والتفاؤل يجلب السعادة إلى النفس والقلب وفيه ترويح للمؤمن وسرور له ،وفي التفاؤل اقتداء بالسنة المطهرة وأخذ بالأسوة الحسنة حيث كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل الحسن ،،،، < التطير> الطيرة : هي التشاؤم بالشيء وأصله فيما يقال: التطير بالسوانح والبوارح من الطير والظباء وغيرهما ،وكان ذلك يصدهم عن مقاصدهم فنفاه الشرع وأبطله ونهى عنه وأخبر أنه ليس له تأثير في جلب نفع أو دفع ضر ، قال الله تعالى عن آل فرعون:[ فإذا جاءتْهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تُصبهم سيِّئة يطيروا بموسى ومن معه ألآ إنَّما طائرهم عندَ الله ولكنَّ أكثرهم لا يعلمون ] وقال الله تعالى حكاية عن صالح عليه السلام:[ قال ياقومِ لِمَ تسْتعجلون بالسيَّئة قبَل الحسنة لولا تستغفرون الله لعلكم تُرحمون ، قالوا اطَّيرنا بِك وبِمن معك قال طائركم عند الله بلْ أنتم قومٌ تُفتنون] وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ لا عدوى ولا طيرة ،والشؤم في ثلاث : في المرأة، والدار ،والدابة} وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ الطيْرة شرك ،الطيْرة شرك ، الطيْرة شرك وما منا إلاَّ ولكن الله يذهبه بالتوكل} – وما منا إلَّا :هكذا ورد بدون ذكر المستثنى أي إلاَّ وقد يعتريه التطيُّر ،وتسبق إلى قلبه الكراهة فحُذف اختصارا واعتمادا على فهم السامع ،وإنما جعل الطيْرة من الشرك لأنهم اعتقدوا أنها تجلب لهم نفعا ، أو تدفع عنهم ضرا إذا عملوا بموجبها ،، ولكن الله يُذهبه بالتوكل: أي إذا خطر له عارض التطيُّر فتوكل على الله وسلم له ولم يعمل بذلك الخاطر غفر الله له ولم يؤاخذه به – وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{من ردَّته الطيْرة من حاجة فقد أشرك} قالوا يا رسول الله ،ما كفَّارة ذلك؟ قال: { أن يقول أحدهم: اللهم لا خير إلا خيرك ،ولا طير إلا طيرك ،ولا إلاه غيرك} اللهم علمنا ديننا ،وأكفنا شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، إنك على كل شيء قدير ،اللهم آمين .

هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]