الطاهر ساتي

الجمعة .. يوم الوقوف بشارع المطار ..!!.


الجمعة .. يوم الوقوف بشارع المطار ..!!.
** السبت القادم، الخامس من نوفمبر، هو يوم وقوف ضيوف الرحمن بعرفة..ولكن ضحى البارحة، وقف ضيوف الرحمن من أهل السودان بشارع المطار، وأغلقوه إحتجاجا على تأخير نقلهم، وذلك بعد أن تكدست بهم صالات المغادرة..وجاءهم الوزير والمعتمد والمدير والبوليس، وتحدثوا معهم حديث الخير والإيمان، وكالعادة طالبوهم بالصبر لحين نقلهم، فغادروا الشارع إلى حيث صالات الإنتظار والتكدس ..وهكذا دائما موسم الحج في السودان، بحيث يبدأ الحاج شعيرته بالسب واللعن ثم يختمها بالسب واللعن.. والتكدس الذي هم يحتجون منه – ذهابا وإيابا – صار ركنا من اركان شعيرتهم، وبالتأكيد لكل تكدس تبرير جاهز من شاكلة ( سلطات السعودية ماقاعدة تدينا أذونات هبوط كافية)، أو على هذه الشماعة يعلقون سوء تخطيطهم وبؤس تنفيذهم كل عام ..!!

** النقل – جوا وبحرا- كان ولايزال يعكر صفو حج الحجاج، وسيظل هكذا ما لم يبارح نهج الهيئة العامة للحج والعمرة (محطة الإحتكار) ..فالرهان على سودانير وصن إير في نقل الحجاج مغامرة يلدغ الحاج من جحرها كل عام، ومع ذلك يرفض نهج الهيئة عن فتح منافذ العطاء بحيث يكون العطاء عالميا يجلب شركات الطيران الكبرى.. بل يكتفي بتوزيع نشرة عطاء داخلية، ونتائج فرزها هي التي تضع آلآف الحجاج – منذ سنوات – ما بين مطرقة سودانير وسندان صن إير، ليتكدسوا في المطارات ..وبالمناسبة، لم تعد تفوت على فطنة الناس بأن لجان الهيئة – لزوم تغطية هذا الإحتكار السنوي- تأتي باحدي الشركات الصغيرة وتكرمها ببضعة رحلات – كما جاءت بفلاي ناس هذا الموسم- لتقول للرأي في موقف كهذا 🙁 طرحنا عطاء عالمي)، وما هكذا العطاء، عالميا كان أو محليا.. نعم، أي عطاء هذا الذي تفوز فيه سودانير بالحصة الكبرى، رغم أن حال الشركة يغني عن سؤالها ؟، وأي عطاء هذا الذي تفوز فيه صن إير بحصة كتلك التي تكدس حجاجها وفاضت بهم صالات الإنتظار حتى أغلقوا شارع المطار ؟..لو كان العطاء شفيفا ومصطحبا المعايير المطلوبة لما حدث ما يحدث، ولما وجدت هذه وتلك موطئ قدم في قائمة الشركات المنافسة..فالحاج السوداني يدفع ثمن فساد نهج الإحتكار يا رئاسة الجمهورية، وكل هذا يحدث تحت سمعكم وبصركم.. لماذا – و الى – متى يحظى الفساد برعايتكم ..؟؟

** على كل، حال النقل الجوي كشفته تظاهرة البارحة، والسبب هو التمادي في نهج الإحتكار..وما يلي بعض أسطر زاوية كتبتها قبل شهر تقريبا، حيث تكشف حال النقل البحري : ( تقدمت شركة نما و شركة برشا بأوراقهما لعطاء الهيئة، وتأكدت اللجنة من إستيفائهما لشروط المنافسة، ورأت الهيئة أهمية فحص بواخرهما والتأكد من صلاحيتهما..سافر الوفد إلى قناة السويس، حيث ترسو بواخر نما وبرشا..وبدلا عن فحص كل البواخر، إكتفى الوفد بفحص بواخر شركة نما فقط، ثم عاد الي الخرطوم رغم رجاءات شركة برشا بأن تتم عملية فحص بواخرها أيضا..ولكن الوفد – لشئ في نفس النهج – رفض كل الرجاءات وعاد الى الخرطوم، وإعتمد شركة نما ناقلا بحريا لضيوف الرحمن، وخاطب الحكومات الولائية وقطاعاتها بهذا الإعتماد..ولكي لاتثير شركة برشا غبار التظلم للرأي العام، عاد ذات الوفد مرة أخرى إلى قناة السويس أيضا، وفحصت بواخر شركة برشا، ثم عاد الى الخرطوم وإعتمدها ناقلا بحريا للحجاج وسلمها خطاب الإعتماد، ولكن بعد شهر ونيف من مخاطبة الحكومات الولائية وقطاعاتها بخطاب إعتماد شركة نما المنافسة في ذات العطاء..نعم تلكأت الهيئة – بلا أي سبب إداري أو هندسي – في إعتماد شركة برشا شهرا ونيف، وما إعتمدتها إلا بعد أن تأكدت بأن كل القطاعات الولائية قد تعاقدت مع شركة نما، ولذلك، لم يكن مدهشا لشركة برشا حين أخطرت القطاعات بخطاب إعتمادها ناقلا بحريا لحجاجها، بأن تتلقى من القطاعات رد من شاكلة : إعتماد شنو يا برشا ؟، نحن زما ن حجزنا في شركة نما بأمر الهيئة)، أوهكذا كان سيناريو إحتكار النقل البحري..!!

** ومع ذلك، ترى هيئة الحج والعمرة بأن ضيوف الرحمن بحاجة الي تدريب وتعريف وتثقيف بمناسك الحج، ولذلك وضعت لهم – بالساحة الخضراء – مجسمات الكعبة والحجر الاسود وجبل عرفة، ليتدربوا عليها..ولو تعمقت الهيئة في نهجها الإداري قليلا، لإستدركت بأنها – هي ذاتها – بحاجة إلى مجسمات ضمائر يقظة ورؤى ثاقبة وأخلاق فاضلة، لتتدرب عليها ثم ( تتحلى بها ) ..!!

إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]