الطاهر ساتي

يخسرون كثيرا….(1)


[ALIGN=JUSTIFY]** للحرب أيضا أخلاق يجب أن يتحلى بها المحارب .. منها الا تقتل أسيرا ، شيخا ، امرأة أو طفلا وكذلك من أخلاق الحرب الا تقطع شجرة .. والشجرة هنا رمزية لكل شئ يمنح الحياة للناس .. تلك هى أخلاق الحرب ، أيا كانت نوع الحرب ، عادلة كانت أم ظالمة ، واذا تخلى عنها المحارب في أية لحظة يكون قد تخلى عن قضيته التي من أجلها يحارب ، عادلة كانت أم ظالمة .. ونقل الحرب الي مدائن البسطاء وأريافهم ليس دليل شجاعة ، بل يعكس مدى عجز المحارب عن التمسك بحبال قضيته ، أيا كان نوعها.. نتحدث عن أى مدينة وأى ريف ، وليس الخرطوم فحسب ،كذلك نعني بالبسطاء كل من لايحمل سلاحا – بحيث لاناقة له ولاجمل في أى حرب – وليس سكان العاصمة فقط .. !!
** ذاك حديث عام .. وماحدث في الخرطوم يوم أمس يعد بمثابة انتحار لحركة العدل والمساواة .. كل امرأة حزنت سخطت عليها ، كل شيخ فزع كال لها كثير لعن ، كل طفل بكى بكاها .. نعم لقد خسرت حركة خليل في تلك السويعات – شعبيا – ما لم تخسرها في كل معاركها السابقة .. ولم تكسب شئيا غير ( فرقعة اعلامية ) ستدفع الحركة ثمنها ليس في مناطق العمليات على الحدود التشادية ولكن في المحافل الاقليمية والدولية أيضا .. فالمدن المكتظة بالمواطنين لم تعد – في القوانين الدولية – ملكا للانظمة الحاكمة فقط ، ولا الأنظمة الحاكمة فقط هى المسؤولة عن حماية المواطنين .. ولو كان الأمر كذلك لما وجد مواطن دارفور هناك كل تلك الحماية – جيوشا ومنظمات ومبعوثينا – لحمايتهم من هجمات الجنجويد أو كما تصفهم حركة خليل ..!!
** وان كانت حركة خليل ترفض هجمات الجنجويد على المواطنين هناك ، كان عليها أن تأخذ ذاك الرفض مأخذ المبدأ وترفض أية هجمة على أى مواطن في اى ركن من أركان السودان ، كان عليها أن ترفض فحسب ، بل حركت قواتها لتفعل في الخرطوم ما ترفضها هناك .. وهكذا أيضا خسرت حركة العدل والمساوة كل الآذان المحلية والاقليمية والعالمية التى كانت تستمع اليها وتتعاطف معها حين تقول بان المواطنين هناك يتعرضون لهجمات الجيش والجنجويد ، فالذين تعرضوا للخوف والهلع بأم درمان أيضا مواطنين رمى بهم القدر عند خط سير قوات خليل ، ولولا يقظة الأجهزة الأمنية والشرطة والجيش لتعرض المواطنين في أمدرمان وغيرها الي ذات الهجمات التى تأباها الحركة للمواطنين هناك ..فالمواطن هو المواطن، ويجب حمايته أينما كان.. ولكن حركة خليل لم و..لن تفهم ذلك ، وهاهي تخسر – هذه الجزئية – خسرانا مبينا ، لسوء الفهم وسوء الفعل ..!!
** والقوات النظامية لم تدحر قوات خليل فقط من عاصمة البلد ، بل دحرت الدعم التشادي أيضا .. وهذا يعنى بأن حركة خليل لاتزال تتمادى في جر الوطن والشعب الى حرب مع النظام التشادي .. هى تعلم أن المواطن السوداني – متفقا كان مع حكومته أو مختلفا معها- حين يشتم رائحة أجنبية في أى عدوان على أمنه وسلامته ، فانه ينحاز كليا الى قواته المسلحة التى تقاتل انابة عنه في مثل هذه الحروب ..فالرائحة التشادية في العملية ستساهم في تماسك الجبهة الداخلية وسترغمها للوقوف خلف جيشها وقواتها النظامية ، وبهذا تكون قد كسبت الحكومة جبهة داخلية متماسكة قوامها الأساسي القطاع الشعبي وهو أقوى قطاع .. هكذا أيضا أهدت حركة خليل كسبا شعبيا للحكومة ، بالتأكيد ستقوى به موقفها فى المفاوضات السياسية القادمة .. و نواصل …!![/ALIGN]

إليكم – الصحافة – الثلاثاء 13 مايو 2008م، العدد 5351