هنادي محمد عبد المجيد
الحكم بما أنزل الله وبغير ما أنزل الله
والحكم بما أنزل الله :هو سياسة الناس والقضاء بينهم وتدبير أمورهم طبقا للأحكام الشرعية التي أنزلها الله ،، وهو الحق الذي تهفو إليه النفوس السوية وترنو إليه الفطر المستقيمة فتتيسر أمورها وينصلح شأنها ويرفع ذكرها، والحكم بما أنزل الله ظل ظليل لمن لفحه هجير الباطل ،ونسمة عليلة لمن أزكم أنفه تجارب أحكام وضعية ليس من ورائها طائل، والمتكئ عليها متكئ على عمل زائل وجدار مائل ،، قال تعالى: [ وأَنْزلْناَ إِليْكَ الكِتاَبَ باِلحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْه مِنْ الكِتابِ ومُهَيْمِناً علَيْهِ فَاحْكُمْ بيَنْهَُم ْبمَا أَنْزَلَ اللَّه ولا تتَّبِع أهْوَاءَهُمْ عَماَّ جَاءَكَ مِنْ الحقِّ لِكُلٍ جَعَلْنَا مِنكُم شِرْعَةً ومِنْهاَجاً ولوْ شَاءَ اللَّه لجَعَلَكُمْ أمَّةً واحِدَة ولكِنْ ليبَْلوكَم في ما آتاكُمْ فاسْتَبِقوا الخَيْراتَ إلى اللَّهِ مرجِعَكمْ جميعا فيُنبَئُكُمْ بِمَا كُنتْمْ فيِه تَخْتلَِفون ، وأنْ أحْكم بيْنَهُم بِما أنْزَلَ اللَّه ولا تَتَّبِعْ أهْواءَهُم واحْذَرْهُمْ أن يَفْتِنوكَ عنْ بعْض ما أنْزَلَ اللَّه إليْك فإنْ تولَّوا فأْعْلَمْ أنَّما يُرِيدُ اللَّه أنْ يُصيبَهُم ببَِعْض ذنوبهِم وإنَّ كثيراً منْ النَّاسِ لفاسِقون] وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:{ إذا حكم الحاكم فاجتهد ،ثم أصاب ،فله أجران ،وإذاحكم ،فاجتهد ،ثم أخطأ ،فله أجر} وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: نزل أهل قريظة على حكم سعد بن معاذ فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد فأتاه على حمار ،فلما دنا قريبا من المسجد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للأنصار:{ قوموا إلى سيدكم ، أو خيركم} ثم قال ص:{ إن هؤلاء نزلوا على حكمك} قال: تقتل مقاتلهم وتسبي ذريتهم .قال : فقال النبي صلى الله عليه وسلم:{ قضيت بحكم الله} وربما قال:{ قضيت بحكم الملك} والحكم بما أنزل الله شرف يتمناه أي عاقل حكيم ،ولا يبعد عنه إلا كل ماكر سفيه ،.
<الحكم بغير ما أنزل الله > يعني تحكيم القوانين الطاغوتية ،وتنزيل القانون اللَّعين منزلة ما نزل به الروح الأمين على قلب محمد صلى الله عليه وسلم في الحكم بين العالمين ،والرد إليه عند تنازع المتنازعين ،قال تعالى:[ وأَنِ اْحكُمْ بَيْنَهُمْ بِماَ أَنْزَلَ اللَّه ولا تتَّبِعْ أهْواءَهُمْ واحْذَرْهُمْ أنْ يَفتِنوكَ عنْ بعْض مَا أنْزَلَ اللَّه إليْك فإنْ تولَّوا فاعْلَم أنَّما يُريدُ اللَّه أنْ يُصيبَهم بِبَعْض ذنُوبِهم وإنَّ كثيِرا من الناسِ لفاسِقون ، أفَحُكْمَ الجَّاهِليَّة يبْغون ومَنْ أحْسَن منْ اللَّه حُكْماً لِقومٍ يوقِنون] وعن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب من ذهب، فقال: يا عدي: اطرح عنك هذا الوثن ،وسمعته يقرأ في سورة براءة[ اتَّخذوا أحْبَارَهُم ورُهبانَهُم أرْبابا مِنْ دونِ اللَّه] قال: أما لم يكونوا يعبدونهم ،ولكنهم كانوا إذا أحلوا لهم شيئا استحلوه ،وإذا حرموا عليهم شيئا حرموه } والتحاكم إلى غير الله سبب لإستحقاق غضب الله وسخطه وحلول عقابه بمن خالف أمره ونهيه وتحاكم إلى غيره ،وهو ينافي الإيمان بالله عزوجل وكونه منفردا بالحكم لقوله تعالى:[ فلا وَربِّك لا يؤْمِنون حتى يحكِّموكَ فيما شَجَر بيْنهم ثمَّ لا يَجِدوا فِي أنْفسهم حَرَجاً ممَّا قضيْتَ ويسلِّموا تسْليما] ، وفي الإجتهاد على أساس الكتاب والسنة حكمة أيضا،،، اللهم إنا نعوذ بك أن نكون ممن يأخذ ببعض الكتاب ويترك البعض الآخر ،، اللهم أنر بصائرنا وإلهمنا الحكمة وحسن التصرف ،، اللهم آمين
هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]