العدل والمساواة – الظلم
حديثي اليوم يتجرد عن أي تحزبات أو انتماءات ،فالعلم يتخذ منحى التجرد التام للوقوف على الحقائق ، ويبعد عن الإنحياز ويلزم جانب الحياد ، لذلك عرف التجرد بأنه أسلوب علمي للوصل لنتائج حقيقية واقعية ،، نتناول اليوم العدل والمساواة كمعنى شامل ونصفه بأنه: قال الجرجاني: العدل هو الأمر المتوسط بين طرفي الإفراط والتفريط ، وقيل العدل مصدر بمعنى العدالة وهو الإعتدال والإستقامة وهو الميل إلى الحق ، والعدل كلمة ما ذكرت إلا ومازجتها هدأة وسكينة في قلوب المقهورين المظلومين ،وارتسمت ابتسامة رضا على وجوه المكدودين البائسين الذين أضناهم طول الرزوح تحت نير الظلم والقهر والحرمان ،حيث ذاقوا الكثير من الويلات ،وذرفوا أنهرا من العبرات ،حتى أذن الله سبحانه بكشف الغمة بإحقاق الحق والعدل والمساواة قال الله تعالى:[ إنَّ اللَّه يَأْمُرُكُمْ أنْ تُؤدُّوا الأماناتَ إلى أهلِها وإذا حَكمْتم بيْن النَّاس أنْ تحكمُوا بالعَدْل إنَّ اللَّه نَعِمَّا يَعِظُكُمْ به إنَّ اللَّه كاَن سَميعاً بَصيراً] وقال :[ وإنْ خِفْتُم ألاَّ تَقْسِطوا في اليتَامى فانْكِحوا ماطاب لَكُمْ مِنْ النِّساء مَثْنَى وثلُاثَ ورُباع فإنْ خِفتُم ألاَّ تَعْدِلوا فَواحِدة أو ما ملكتْ أيْمانُكم ذلك أدْنى ألَّا تعوُلوا] وقال تعالى:[ وإنْ طائِفتاَن منْ المُؤْمنِين اقتْتَلوا فأصْلِحوا بَيْنَهُما فإنْ بَغتْ إحْداهُما عَلى الأُخْرى فَقَاتِلوا التِّي تَبْغِي حتَّى تَفِيءَ إلى أمرِ اللَّه فإنْ فاءَت فأصْلحوا بيْنهَما بالعدْل وأقسِطوا إنَّ اللَّه يُحِبُّ المُقسِطين]وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم غنيمة بالجعرانة إذ قال له رجل: اعدل ،قال:{ لقد شقيت إن لم أعدل} وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن عزوجل وكلتا يديه يمين ،الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا} ،،،
< الظلم> هو وضع الشيء في غير موضعه ،وفي الشريعة هو عبارة عن التعدي عن الحق إلى الباطل وهو الجور ،وقيل :التصرف في ملك الغير ومجاوزة الحد ،، قال تعالى: [ وكذلك أَخذُ رَبِّكَ إذَا أَخَذَ القُرى وهِي ظَالِمَة إنَّ أخْذَهُ أليمٌ شَدِيد] وقال :[ ومَا ظلمْناهُم ولكنْ كانوا هُمْ الظالمين] وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{ اتقوا الظلم ،فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ،واتقوا الشح ،فإن الشح أهلك من كان قبلكم ،حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم} وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{ انصر أخاك ظالما أو مظلوما} قالوا :يارسول الله ! هذا ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما؟ قال:{ تأخذ فوق يده} – ومعنى تأخذ فوق يده : أي عليك بنصحه لتصحيح مساره – وللظلم عواقب وخيمة ،وهو لا يصدر إلا من النفوس اللئيمة ،وآثاره عميمة تطل الظالم والمظلوم على حد سواء ،وإذا تفشى الظلم في مجتمع من المجتمعات كان سببا لنزع البركات ،وتقليل الخيرات ،وانتشار الأمراض ،والأوجاع والآفات ،، العدل مسؤولية كبيرة ليس من السهل تحملها وليس من السهل تحقيقها إلا لمن هم أقوياء في الحق ،، لذلك نقول اللهم قونا على طاعتك والعمل بما يرضيك ،، اللهم إنا نعوذ بك أن نَضِلَّ أو نُضَلَّ أو نَذِلَّ أو نُذَلَّ أو نَظْلِم أو نُظلَم ،، اللهم آمين هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]