رأي ومقالات
الصادق الرزيقي : الكراهية ولعن الهوية الإسلامية والاستخفاف بها وتوسيع نتانة العرقيات
فقد أثبتت الأحداث الأخيرة وفصول الحريق الذي تم في أب كرشولا وأم روابة وظل يجري منذ عامين في جنوب كردفان ودارفور، أن لهذا الصراع أهدافه ومستهدفاته الواضحة.. التي تتسق مع كل ما قيل من قبل في فضح وكشف خطورة مشروع الحركة الشعبية السياسي، الذي هو في ذات الوقت القناع الذي يتخفى وراءه التخطيط الدولي الخبيث لوأد السودان الحالي وصناعة سودان جديد، متأمرِك متصهِين، لا علاقة له بالهوية الثقافية والحضارية لأهله، ومسلوخ من انتمائه الأصيل لمحيطه ومجاله الحيوي..
وليس هناك شيء خاف، على الأحزاب السياسية من أقصى اليمين لأبعد نقطة في اليسار، فكلها تعلم ما يُحاك ويُدبَّر في هذا الاتجاه، لكن التنافس والحقد السياسي، أعماها وجعل عصابة على أبصارها وبصائرها من أن تدرك وتستكنه حقيقة الصراع الدامي في السودان..
وتكشف الوقائع الماثلة وتحالفات الشيطان المتجسدة في ما يسمى بالجبهة الثورية وعملاء حكومة دولة الجنوب، نفاق جوبا التي تعلب دور المنسق للمشروع الجهنمي، وسلوك المتمردين في الحركات التي تقاتل في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، ودعايتهم السوداء والمعلن من أهدافهم وأفكارهم، أن مسارات هذا المخطَّط لن تتوقف ولن تجهض ولن تُنسى مهما كانت سبل المعالجة أو لغة الحوار والتفاوض وطريقة الاحتواء.. فالمراهنة على الحوار لم تعُد مجدية و«المؤامرة لن تنتهي إن لم تحقق أغراضها..» هكذا قال معمر القذافي وهو كان أكثر الداعمين للتمرد في السودان ومن أشد مناصري هذه الحركات!
إن لم تكن الأحزاب المتسربلة برداء المعارضة، تعلم كنه ما يدور من صراع وعنف وسائله وخطورة مقاصده، فتلك طامة تتجاوز حدود المعقول ولن تبقي ولن تذر.. فالأمور أخطر من كونها صراعًا على السلطة أو حكومة تواجه مجموعات تدَّعي الظلم والتهميش، والقارئ المدقِّق في توجُّهات السياسة الغربية لعقود طويلة بعد نهاية الحرب العالمية الثانية ومع قيام دولة إسرائيل في أرض فلسطين، لا تخطئ عينُه أنَّ توجهات إستراتيجية قد أُقرت، وسياسات إعادة تشكيل المنطقة وفقاً للصراع في المنطقة قد أُفردت شراعاتها بما لا يدع مجالاً للشك في الكيفيات التي يُدار بها الصراع وآلياته التي تختلف مع كل حقبة، وبلغت أشدها في العقد الأخير من القرن الماضي وبداية العشرية الأولى من القرن الواحد عشرين، فما حل في المنطقة العربية وذيول ما بعد الحرب الباردة واستهداف العالم الإسلامي والبلدان العربية وشد أطرافها ومحاصرتها من تخومها..
ويقع السودان في وسط البؤرة المتفجرة في هذا الصراع ودورته التاريخية، ولا سبيل لتحقق المؤامرة أهدافها إلا إثارة القضايا التي ترفع راياتها للقتال في السودان نشر الجهوية والمناطقية والعنصريات والقبليات والكراهية ولعن الهوية الإسلامية والاستخفاف بها وتوسيع نتانة العرقيات وزيادة جرعاتها وتسميم الأجواء بها..
وتتبنى الحركات المتمردة في دارفور وقطاع الشمال في جنوب كردفان والنيل الأزرق، هذه الأفكار المحدبة وتروج لحروباتها تحت مسميات ودعاوى وأباطيل تستند كلها إلى ركائز ما صيغ من تآمر دولي لا يهدأ ولا يصيبه رهق.. حتى يبلغ مراده ومرامه الخطير على بلدنا ومجتمعنا ووجودنا..
على أحزابنا المعارضة وخاصة الكبيرة منها أن تعي جدياً دقة هذه المرحلة وخطورة ما يجري فيها، فإن استمرت في مكايداتها السياسية وغرقت في مراراتها وأحقادها، فلن تجد غداً وطناً تبكي في حضنه ولا ترابًا يضم الأجساد وقبورًا تحتوي الرفات!
صحيفة الإنتباهة
[/JUSTIFY]