شركة إبن السبيل .. للنهب البري ..!!.
** ويبدوا أن مؤسسات بالدولة السودانية وجدت شيخا مستاء كذاك، بحيث يحلل لها بين الحين والآخر أن تأكل من لحم أكتاف المال العام بغير وجه حق، إذا إستطاع إلى ذلك سبيلا..على سبيل المثال غير القديم، لعلكم تذكرون بأن تلفزيون السودان خاطب ديوان الزكاة قبل ثلاث سنوات، بخطاب فحواه : ( تهديكم قناة ضحى أطيب تحياتها، وتفيدكم بأنها تعاني من نقص في ميزانية التسيير، ولذلك نرجو منكم أن تكونوا من المساهمين في هذا الصوت الصادع بالحق)، فاستجاب ديوان الزكاة لهذا النداء الإنساني وخاطب إدارته المالية قائلا بالنص : ( نؤكد على دعمنا لهذه القناة الدعوية، لإنها ستكون إضافة عالمية للعمل الإسلامي، ونصدق لها بمبلغ خمسين الف دولار، من بند في سبيل الله )..وإلى يومنا هذا لم نشاهد قناة ضحى، ولكن بفضل مفتي الديوان عرفنا بأن سوء الإدارة بتلفزيون السودان كائن ( في سبيل الله)، ولو لم يكن كذلك لما تبرع له الديوان من بند ( في سبيل الله) ..!!
** هذا ما حدث قبل ثلاث سنوات تحت سمع وبصر الناس والصحف، ولم يجد الحدث محاسبا يحاسب أمين عام ديوان الزكاة ولو بعقاب من شاكلة ( يا شيخنا اللى إنت علمتو ده حرام، ياخ دي أموال فقراء ومساكين وأرامل و يتامى، فاتق الله فيها)، إذا لم يحاسبوه ولو حسابا كهذا، ولكنهم ستروه بغطاء البدريين المسمى – زورا وبهتانا – ب(فقه الستره).. ويبدوا أن ما حدث عامئذ راق لسادة شركة مواصلات ولاية الخرطوم، ولذلك تحدثهم أنفسهم – منذ أن خسرت شركتهم وتحطمت بصاتهم – بتكرار تلك التجربة مع ديوان الزكاة ذاته.. إذ قبل العيد بأسبوع ونيف عقد مدير عام شركة الخرطوم مؤتمرا صحفيا، كشف فيه حال الشركة الذي يغني عن السؤال، و عرض الخسائر التي تتعرض لها يوميا، و نشر حجم البصات المكدسة بحوش سباق الخيل بعد أن تعطلت مايكيناتها قبل أن تكمل العام عمرا، وبعد كل هذا البؤس إقترح المدير العام قائلا بالنص : ( يجب البحث عن فتوى من الجهات المختصة لتضمين بند إبن السبيل للمتنقلين ببصات الشركة داخل ولاية الخرطوم، وبالتالي تجد الشركة الدعم المناسب من ديوان الزكاة، وهذا قد تسهم كثيرا في حل مشاكل الشركة )….!!
** أها، شن قولكم ؟..تلفزيون السودان إستلم من ديوان الزكاة (50 الف دولار) تحت بند (في سبيل )، وغطى بها بعض عجزه المالي الناتج عن سوء الإدارة، وها هي شركة الخرطوم للمواصلات تسألكم عن إمكانية إستلام مبلغ كذاك – أو أكثر- من ديوان الزكاة تحت بند ( إبن السبيل)، لتغطية خسائرها الناتجة عن سوء الإدارة وإستجلاب البصات المستعملة والتي لاوجود لإسبيراتها بالسودان، كما أقر وإعترف مديرها العام بلاخوف أو حياء و(بقوة عين غريبة)..نسألكم، هل يجوز تغطية خسائر الشركة من بند (إبن السبيل)، يا شيوخ هيئة علماء السودان..؟؟
** تقريبا بيجوز مع الإكراه، بشرط تحويل إسمها من شركة مواصلات ولاية الخرطوم إلى ( شركة إبن السبيل للنهب البري، عفوا للنقل البري)..نعم، وإحتمال يجوز تغطية بؤس حال سودانير الناتج عن سوء الإدارة من بند ( الغارمين) بديوان الزكاة، بشرط تحويل إسم الشركة إلى (غارم إير للهبوط الإضطراري)..وأيضا قد يجوز تغطية خسائر البنوك والشركات التي إنهارت بسوء الإدارة والجوكية من بندي( الفقراء والمساكين) بديوان الزكاة، وذلك بعد تحويل الأسامي والشعارات إلى (بنك الفقير الإسلامي ..نحن الرواد في خدمة الجوكية)، أو( شركة المسكين الإسلامية ..نحن نعرف كيف نتهرب من المراجع العام)، وهكذا..وكذلك يجوز جدا – مع عدم الإكراه – دعم حوافز ونثريات سادة كل الشركات والبنوك الخاسرة والمنهوبة من بند ( المؤلفة قلوبهم ) بديوان الزكاة.. ياخ إختصر ليكم الطريق و أقول ليكم حاجة تريحكم ؟، فليفعل من يشاء ما يشاء في أموال الزكاة والناس والبلد، إذ كل فعل تفعلونه في المال العام – ولو ما بيجوز – يجوز وفق أحكام نهج حاكم لا يفرق بين الحلال والحرام .. وعليه يا صديق، ألا إستحق منصب (مفتي الديار) في الجمهورية الثانية ..؟؟
إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]