زيادة أسعار الوقود …مواقف..!!.

** ثم. أمين علاقات العمل بإتحاد عمال ولاية الخرطوم يتوجس أيضا من مقترح رفع الدعم عن الوقود، ويقول : ( رفع أسعار البنزين بيزيد الطين بلة )..الحمد لله، فيهم من يعترف بأن حال الناس في بلادي صارا ( طينا)، وأن تلك الزيادة المرتقبة في أسعار البنزين والجازولين قد تزيد طين حالهم (بلة)، وهذا الحديث أيضا – كما حديث ذاك – توجس يترقب ما سيحدث قريبا.. وإلى هنا، أي عند حد التصريحات المتوجسة، ينتهي دور إتحاد عمال السودان، مركزيا كان أو ولائيا، إذ لاحول للإتحادات العمالية ولاقوة – ولا ارادة – لتتجاوز سقف التصريحات المتوجسة إلى حيث سقوفات أخرى تؤكد إنحيازها للعمال، كلدعوة إلى إعتصام وإضراب عن العمل مثلا أو تسيير مسيرة أو أي شئ يعكس ( مصداقية الموقف)..والتجارب المريرة الفائتة كثيرة، وقبيل كل تجربة مريرة كان إتحاد العمال يتوجس منها ثم يلتزم الصمت حين يصبح فحوى توجسه كائنا يمشي بين العمال ويرهق أسرهم ، أي هو إتحاد للتوجس فقط لاغير، وليس لللرفض والمقاومة.. وفي تقديري، أي مواطن مغلوب على أمره – بأي ريف من أرياف السودان – يستطيع أن يبذل الجهد الخارق الذي تبذله الإتحادات العمالية بالمركز والولايات لحماية العمال من رهق الحياة ومطرقة الحكومة وسندانها، فالتوجس وحده ليس بحاجة إلى كفاءة وإرادة و ( درجة بروف )..!!
** وأول البارحة أيضا، صرح رئيس لجنة الطاقة بالبرلمان بتصريح غريب جدا يقول معناه : البرلمان يساند رفع الدعم عن الوقود لمجابهة الظرف الإقتصادي الراهن..هكذا تحدث رئيس لجنة رقابية مناط بها مهام الإنحياز للناس ضد القرارات والسياسات التي تفقرهم ، إذ لم يرفض الفكرة أو يتحفظ عليها، بل إقترحها للحكومة ثم ساندها بمنتهى (اللامبالاة واللامسؤولية)..ومثل هذا الحدث – تقديم مقترح برلماني يساند رفع أسعار الوقود – لايحدث إلا في برلمان الإنقاذ، وكذلك مثل ذاك المقترح لايقدم النائب الربماني إلا حين إنقاذيا بالمعنى السياسي وليس الإنساني..فالبرلماني الحقيقي – في أي زمان ومكان – هو ذاك المسؤول الذي يرفض أويتحفظ على إجراء حكومي يرهق كاهل المواطن، ثم يوافق عليه مكرها – ومؤقتا – إن لم يكن هناك حلا غير ذاك الإجراء.. ولكن نواب برلمان أحمد إبراهيم الطاهر لايرفضون الإجراءات القاسية ولا يتحفظون على القرارات المرهقة، والأدهى والأمر إنهم لا يكتفون بعدم الرفض والتحفظ فقط ، بل يبادرون بتقديم تلك الإجراءات والقرارات للأجهزة التنفيذية كمقترحات وأفكار، أو كما يفعل رئيس لجنة الطاقة ..وبعد ذلك يطالبونك يا صديق بأن تصدق بأن هذا البرلماني – رئيس لجنة الطاقة – منتخب، ولاندري بما كان سيقترح للحكومة لو دخل البرلمان بالبيان الأول الذي يسبقه إعلان الطوارئ وإستنفار الجيش ؟..المهم، رئيس البرلمان، أحمد إبراهيم الطاهر، تبرأ من مقترح رئيس لجنة الطاقة مساء ذاك اليوم ذاته قائلا بالنص : البرلمان لايساند زيادة أسعار المحروقات، وإقتراح رئيس لجنة الطاقة إقتراح شخصي، و( نحن ما مسؤولين منو)..وعليه، المطلوب أن تحتفظ ذاكرة الناس بحديث إبراهيم الطاهر هذا ( البرلمان لايساند زيادة أسعار المحروقات)..فلنحتفظ بهذا الموقف أسبوعا أو نصف شهر فقط لاغير في ذاكرتنا، أي لحين أن يدخل وزير المالية إلى قبة البرلمان بمقترح زيادة أسعار تلك المحروقات، ويومها سوف نكتشف – ونكشف – بأن موقف الإتحادات العمالية هو الأفضل نسبيا ، بحيث كان ( موقفا متوجسا)، وليس ب ( موقف مبلوع )، أو كما حال كل مواقف هذا ( البرلمان الإمعة ) ..!!
إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]