الفاتح جبرا

عادي بالزبادي . (أرشيف)


[JUSTIFY]
عادي بالزبادي . (أرشيف)
قرأت في أحدى الصحف قبل عدة أيام بأن بعضهم في طريقه لتحريك إجراءآت قال إنها قانونية ضد أحد كبار الأساتذة الجامعيين بحسبانه قد كان أحد المنادين بتعريب التدريس في الجامعات ، بل ترأس إحدى اللجان التى أشرفت على مسأله التعريب إلى هنا والأمر عادي لا تشوبه أية شائبة ولكن الشائبة جاياكم وهي أن هذا الأستاذ المبجل عندما أقام جامعته الخاصة قد إعتمد اللغة ( الإنجليزية) لغة للتدريس! يعني كان بيعمل بالمثل بتاع (جلدن ما جلدك) !!

أنا شخصياً حاولت أن أبحث لأجد كلمات أصف بها موقف هذا الرجل غير أني تركت مسألة البحث هذه فقد أصبح كل شيء جائزاً في وطن أصبح كل واحد فيه يلعب (صالح ورقو) إبتداء من الوزير وإنتهاء بالخفير.

لا أعتقد بأن هنالك شخصاً عاقلاً يمكن أن يدعو لتعريب العلوم الإنسانية ما دام أساس ومنشأ ومكتشف ومخترع هذه العلوم غير عربي فما جدوى إيجاد أسماء ومصطلحات عربية بديلة للمصطلحات الغربية ؟ إنه فعلاً شيء يدعو للضحك بل للرثاء ، تخيلوا معي أن أحد ( الكفار) قد إخترع جهازاً ما أن يضعه جابي الضرائب على رأس صاحب المحل حتى يظهر له على الشاشة موقف سيد المحل وإنو (ح يدفع وإلا مش ح يدفع) ؟ وقام هذا الخواجة بتسمية الجهاز بتاعو ده TAX 3 نقوم أنحنا نعرب اسم الجهاز ونسميهو (ضريبه 4 ) لانو 3 ده وتر وعدد فردي مبغوض !!

كيف يمكننا أن ننفق هذه الكمية من الزمن في مجاراة إيجاد بدائل للمصطلحات العلمية التى تنهمر علينا كل يوم بل كل ساعة ودقيقة وثانية من معامل الأبحاث الغربية في شتى صنوف المعرفة وإذا تجاوزنا ذلك كله كيف يمكننا أن نتفق كعرب ، لم نتفق حتى على (دين واحد) ،أن نتفق على مصطلح معرب واحد؟ أوليس من المضحك المبكى أن نلهث وراء تعريب ما إجتهد وتعب غيرنا في إيجاده بدلاً عن أن نجتهد ونشغل أنفسنا في صناعة ما نحتاج ومن ثم نسميه كما نريد!!.

ولعل المضحك المبكى يتجاوز ذلك إلى كثير من أمثلة التعريب التى تمت إجازتها من مجمعات اللغة العربية ولعل معظم القراء يعلم قصة الشاطر والمشطور وبينهما طازج هذه الجملة الطويلة التى تعنى ذلك الشيء الصغير الذي هو (الساندوتش) ، تخيل معي إنك تقف أمام كافتيريا ( الكوثر) التى تقع في شارع (عياض بن الأرط ) المتفرع من شارع (خنزم بن خزامة) وأنت تخاطب (النادل) قائلاً :

– ألديكم يا أخ العرب شاطر ومشطور وبينهما طازج ؟

– بلى وبماذا تريده أن يكون ؟

– أريده بالمفلضمة المهلبسة بالبطاطس

) يعني اللحمة المفرومة بالبطاطس)

– هل أضع لك فيه مكلبسة شافحة؟ (أخت ليك فيهو شطه حارة) ؟

– لا وربك فأنا أعاني من إلتهاب مزمن في الحراشف . (الإمعاء) .

ولعلة من المضحك تماماً عندما قررت تلك المجامع تعريب كلمة (تيليـ فيشن)أي تلفزيون وعلى الرغم من أن الإسم ذا مدلول يدل عليه المقطعان (يعني ما اسم قاطعنو ساكت من رأسهم) إلا أن ذلك لم يقنع عباقرة مجامع اللغة وقالوا إن الكلمة الأنسب هي تلفاز !! (فاز بأيه أنا مش عارف)؟- وإذا المسألة هي مسألة (فاز وما فاز) فأنا أتساءل ليه التلفون (تيليـ فون) ما سموهو تلفان ؟ وفي كل (تل) !!

أيها السادة ( البروفات) الأفاضل الذين عكفتم وتعكفون على تعريب العلوم ما ذنب (اللغة العربية) إن كنا نحن متخلفين تنفق حكوماتنا العربية آلاف المرات على (أمنها) وكل ما من شأنه إطالة أعمارها مقارنة بما يرصد للبحث العلمى ؟؟ نعم يا سادتي ليس من واجبات اللغة أن تعالج التخلف بل إن تلك هي مشكلتنا نحن!!

ويا أيها البروف الذي إعتمدت اللغة الإنجليزية لغه التدريس الرسمية في جامعتك الخاصة بعد أن كنت مسئولاً عن لجان التعريب في جامعات ناس (قريعتي راحت) لا تثريب عليك فهذا هو حال مسئولينا العرب حيث يسافر وزير الصحة فيهم للعلاج بالخارج !! ويرسل فيهم وزير التعليم العالى أبناءه للإلتحاق بالجامعات الأوروبية !! فالموضوع يا بروف عادي (باللبن الداثر المخنثر) .. يعني بالدارجى كده (عادي بالزبادي)

كسرة :

هذا المقال تم نشره قبل سنوات ونعيد نشره اليوم بمناسبة تولي البروف وزارة الصحةراجين من سيادته عدم إستخدام سياسةالكيل بمكيالين

[/JUSTIFY][/SIZE]

الفاتح جبرا
ساخر سبيل
[email]gabra-media@hotmail.com[/email]