الطاهر ساتي

كليات وليست أحزاب .. فلتكن فكرة للنقاش ..!!


كليات وليست أحزاب .. فلتكن فكرة للنقاش ..!!
شكرا لأستاذنا البروف عبد الملك عبد الرحمن على هذا المقترح..وقبل عرض المقترح، مايجب تأكيده بأن عدم إكتمال النصاب في انتخابات اتحاد طلاب جامعة الخرطوم، لم يكن مفاجئا..نعم هناك قوى سياسية أعلنت موقفها المقاطع ثم دعت قواعدها إلى المقاطعة، ولكن موقف تلك القوى ليس هو المؤثر الأكبر الذي تسبب في عدم إكتمال النصاب، فالعزوف عن الإقتراع في إنتخابات هذا الإتحاد تجاوز مرحلة الظاهرة بحيث صار (شئ طبيعي)، فالمقاطعة لم تعد بحاجة إلى دعوة أو تحريض..إحساس الطالب بأن إتحاده – مؤتمرا وطنيا كان أو تحالفا معارض – لايخدم قضاياه الأساسية، هو أكبر دوافع المقاطعة..والمتأمل لحال كل الإتحادت الطلابية يجد للطالب عذر المقاطعة، طوعية كانت أو تحريضية..إذ أي إتحاد طلابي بأية جامعة بمثابة أمانة القطاع السياسي للحزب الفائز- أو الأحزاب الفائزة – بمقاعد الإتحاد، ولذلك أصبح لسان حال الطلاب يردد عن كل إقتراع ( الحياة ليست أجندة حزبية فقط)، ولذلك يقاطعون بمنتهى اللامبالاة..فالقوى السياسية وقياداتها الطلابية لم تستوعب مغزى حكمتنا الشعبية ( الزول بونسو بغرضو)، بل لاتزال تلك القوى وقيادتها الطلابية في وادي ( موالاة أجندة الحزب الحاكم أو مولاة أجندة الأحزاب المعارضة)، بيد أن السواد الأعظم من الطلاب في وادي ( الرسوم، المناهج، الخدمات، القاعات، واللوائح وغيرها من القضايا الطلابية)، ولذلك- أي لأن الأجندة الحزبية، حاكمة كانت أو معارضة، لم تعد تخدم قضايا الطلاب – تتكرر المقاطعة وتسفر عدم إكتمال النصاب..!!

** وجرب طلاب جامعة الخرطوم التصويت لصالح كل الأجندة الحزبية، ولم يحصدوا غير الندم.. فالتحالف المعارض إن لم يغرق في بحر الصراع الخارجي مع الحكومة وسياساتها، فأنه يغرق في بحر الصراع التحالفي التحالفي وتنافر أجندة قواه السياسية، بدليل أن آخر إتحاد فاز به التحالف تناوب على رئاسته ثلاثة رؤساء – الجبهة الديمقراطية، حركة حق، إتحادي ديمقراطي – بمنتهى التشاكس، فالطالب حسبهم (جمعا) ثم صوت لهم، ولكنهم كانوا (شتى)، ولذلك إنشطروا لاحقا إلى (الوحدة الطلابية)و(التحالف الديمقراطي) وإلى يومنا هذا على طرفي نقيض..أما إتحاد طلاب الوطني فهو بمثابة خادم الفكي، فالسمع والطاعة – أو الصمت – شيمة هذا الإتحاد الموالي حتى ولو كان في موقف ينتزع فيه ما يسمى بصندوق دعم الطلاب أراضي جامعتهم، بما فيها مقر إتحادهم .. وهكذا حال طلاب جامعة الخرطوم مع إتحادهم، بحيث لايرجى منه أن يلتفت إلى قضاياهم الأسياسية والتفرغ لخدماتهم ومطالبهم والدفاع عن حقوقهم، لأن القاعدة الذهنية التي ينطلق منها كل إتحاد – حكوميا كان أو معارضا – هي الأجندة الحزبية (اللي بتغطس في حجر السودان)، وبالتالي ليس بمدهش أن (تغطس حجر إتحاد الطلاب )، بتلك الجامعة وغيرها ..!!

** المهم..راقتني فكرة جديرة بالنقاش، طرحها – بتيار البارحة – البروف عبد الملك محمد عبد الرحمن، المدير الأسبق لجامعة الخرطوم .. فالبروف عبد الملك يريد حلا لكل هذا اللت والعجن، ثم مخرجا للنفق المعيب المسمى ب(لم يكتمل النصاب)، ويقول : ( إن رأيي أن النظام الأمثل يكون نظاما جغرافيا لامركزيا يكسر إحتكار السياسيين غير المبرر للإتحاد، بحيث يؤسس النظام الذي اقترحه على دوائر إنتخابية في الكليات، ويترشح فيها من يود على أساس فردي، وعلى أن يتناسب ثقل الكلية الإنتخابي مع عدد طلابها )، هكذا مقترح البروف عبد الملك، بحيث تحل الكليات محل القوائم الحزبية، وأن يترشح الطالب في دائرته – الكلية – ممثلا لنفسه وبرنامجه الطلابي، وليس لحزب وأجندته الحزبية، وهذا- حسب حديث البروف – يتيح تمثيل الطلاب من كل الكليات والتوجهات الفكرية والسياسية ثم يوفر الفرصة للأغلبية غير المنظمة سياسيا بأن تعمل من داخل أجهزة الإتحاد لحل قضايا الطلاب .. والبروف عبد الملك يرى بأن هذا النظام، في حال تطبيقه، سوف يوفر الإستقرار ويضع كل الأجندة – الفكرية والسياسية – في بوتقة واحدة وهي خدمة قضايا الطلاب، ثم يحقق نموذجا صغيرا للغاية الكبرى (وطن يسع الجميع)..أها، شن قولك ياصديقي الطالب، بجامعة الخرطوم وغيرها..؟..ذاك رأي جدير بالنقاش ومقترح – إتفقت معه أو إختلفت – يستحق عليه البروف عبد الملك الثناء ..!!

إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]