الطاهر ساتي

وإذا الخيوط تمايزت ..!!


وإذا الخيوط تمايزت ..!!
أول البارحة، لم يجد شباب قسم أخبارنا أية صورة للسيد محمد الحسن محمد مساعد – مستشار رئيس الجمهورية – لتصاحب خبر تعيينه في هذا المنصب، ولقد بذلوا جهدا خارقا في البحث عن صورته في أرشيف الصحف والمواقع الإلكترونية، ولم يجدوها، والآن هم في إنتظار وصوله من القاهرة ليؤدي القسم، وبالتأكيد لحظة آداء القسم بمثابة فرصة ذهبية لصحف الخرطوم وكاميراتها لتصور المستشار محمد الحسن، ثم تقدمه للرأي العام بلسان حال قائل ( ياهو ده المستشار الجديد)..وهذا يذكرني بمواقف طريفة كنا نمر بها في صحيفة ألوان قبل عقد ونصفه تقريبا، إذ كان يرسلنا رئيس أو مدير تحريرها إلى أرشيف وزارة الثقافة والإعلام عند كل تشكيل وزاري، وكثيرا ما كنا نعود من أرشيف الوزارة بلا صورة أو صور، وكانت إدارة الصحيفة تقابل عدم توفر صورهم في أرشيف الوزارة بإستياء من شاكلة : ( ياخ الحكومة بتجيب الناس الماعندهم صور ديل من وين ؟).. وهو سؤال لايختلف كثيرا عن التساؤل الشهير الذي أطلقه الطيب صالح، عليه رحمة الله ..!!

** المهم، أي صورة المستشار الجديد- بل كل المساعدين والمستشارين الجدد – ليس مهمة، فهم كما كل أهل السودان (عيونهم عسلية وشعرهم قرقدي)، ولكن السيرة الذاتية هي المهمة جدا، إذ في ثناياها يتجلي المؤهل والخبرة وما قدمه من عطاء لهذا الوطن وشعبه .. ولذلك، كما إجتهد قسم أخبارنا في البحث عن صورة المساعد محمد الحسن المساعد، إجتهدت أنا أيضا في البحث عن سيرته الذاتية وكذلك سيرة السيد جعفر الصادق بن السيد محمد عثمان بن السيد الميرغني.. وبصراحة لم إتوفق في الحصول على كامل السيرة الذاتية للمستشار محمد الحسن، وما تحصلت عليها – بالهواتف والإيميلات والرجاءات والتوسلات – لم يتعد محتواها تعريفا عاما لايتجاوز سقف تفاصيله إنه ( كان سكرتير مولانا الميرغني)، وفي تقديري هذا يؤهله لذاك المنصب، فالذي يحتمل إدارة تناقضات وضيوف (مكتب مولانا) لن يعجز عن إدارة مكتب بلامهام بالقصر الرئاسي..فلنتفاءل به خيرا، مع الأماني له بالتوفيق في إدارة (بعض تناقضات الإنقاذ) ..!!

** أما السيرة الذاتية للسيد المساعد جعفر الصادق بن السيد محمد عثمان بن السيد الميرغني، فهي سيرة طيبة..وتفاصيل السيرة الذاتية المباركة تنبئ بأن مفاتيح حلول أزمات السودان – وإحتمال كمان الدول المجاورة – بيد هذا المساعد الجديد الذي سوف يساعد النهج الحاكم – مع الأخرين – في القضاء على ماتبقى من الناس والبلد .. فنقرأ سيرته الذاتية – بتصرف – كما جاءت في الموقع الإلكتروني لمنتديات الختمية: ( مواليد العام 1973 بسنكات، درس الروضة بالخرطوم 2، ثم إنتقل من هذه الروضة الى روضة أخرى – اسمها دار الحنان – بشارع المطار..ومنها إلتحق بالمدرسة المصرية النموذجية حتى المرحلة الثانوية .. أي من ( أولى إبتدائي) وحتى ( ثالثة ثانوى) لم يغادر فناء المدرسة المصرية النموذجية..ثم غادر السودان- مع والده – مناضلا من أجل الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان ولتحرير البلاد من عساكر الإنقاذ وشيوخها..وهناك – في بريطانيا وليس في معسكرات جيش الفتح – إلتحق بإحدى الجامعات التي لم يرد اسمها في موقع الختمية ..لقد أسموها (جامعة بريطانية)، وليس مهما اسمها، إذ ربما اسم الجامعة من الأسرار التي يختص الله بها فقط (السلالة الشريفة)، فالمهم درس الفلسفة وعلم النفس بتلك الجامعة ..ويجيد اللغة الإنجليزية بطلاقة، وكذلك اللغة العربية، ويقرأ الشعر العربي القديم وهذا زاد من طلاقته في اللغة العربية، حسب ما جاء في الموقع ..ولقد تأثر المساعد جعفر – وده أهم شئ يا جماعة – بالسيرة الشاملة لجده السيد علي الميرغني، وإشتهر وتميز في مجال الخطب التي تخطاب عقول الجماهير إنابة عن والده مولانا الميرغني..ومن إنجازاته الواردة في السيرة الذاتية ما يلي نصا : ( عاد إلى السودان مترأسا وفد المقدمة عام 2007، وخاطب جموع المستقبلين المحتشدين في باحة مسجد مولانا السيد علي الميرغني )..ثم إلتحق بالحكومة مساعدا لرئيس الجمهورية )..أها..هذا أحدهم، وكلهم – تقريبا – كهذا، بحيث جمعهم القدر ليساعدوا النهج الحاكم وليشاورهم في (حكم السودان)، أو تلك أمانيهم..وعليه، ما يحدث للناس والبلد ليس بمحزن، فالنهج الحاكم يمضى بهما نحو التغيير بأجنحة السودان القديم ..نعم، من علامات الفجر أن يميز المرء الخيط الأبيض من الخيط الأسود، وها هي الخيوط ( تتمايز )..!!

إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]