عبد اللطيف البوني

إنها السياسة يا …


إنها السياسة يا …
*(1)
مسرحية
جاء الكادر الطلابي المتحمس للشيخ وهو يرغي ويزبد قائلا “كيف تصالحون النميري وانتم تعلمون أننا نحن نقود المعارضة ضده وأن الحركة الإسلامية وسط الطلاب في تنام مستمر؟” فقابل الشيخ ثورة الشاب ببسمته المعروفة وانتظره بصبر إلى أن اكمل كل كلامه ثم رد عليه بالقول “انتم كطلاب امضوا في معارضتكم ونحن سوف نستفيد من المصالحة بالامساك بمفاصل الدولة لكي نحكمها في يوم قادم قريبا إن شاء الله فكل شيء محسوب بدقة . اخرجوا اتنم في مظاهرة وسوف يأتي الاحتياطي المركزي بقيادة احد اخوانكم ويضربكم بالبمبان او حتى بالذخيرة إن شاء الله . فالنهاية بالنسبة لنا معروفة”. فرد عليه الكادر “يعني تقصد مسرحية بالذخيرة الحية؟!” فأجابه بدون تردد “نعم انها لكذلك”.
(2)
تطبيق
خرجت الدكتورة المنصورة من دار حزبها تقود الاحباب إلى الصلاة فتصدت لهم القوات الامنية ذهبت اليهم للتفاوض معهم واقناعهم أن هذه ليست ليست مظاهرة انما مسيرة سلمية لصلاة الجمعة ولكنهم لم يوفروها لانهم يعلمون انها قريبة جدا من ابي عيسى فهجموا عليها وضربوها وكسروا ذراعها فذاع خبرها ونقلت كل الفضائيات في الدنيا صورة يدها المجبصة فدشنت زعامتها للمعارضة لدرجة انها ذكرت بعضهم ببنازير بوتو بينما كان شقيقها الضابط في القوات المسلحة واخوها من ابيها الضابط في الامن في صمت مطبق وملتزمين بكوكتيل الضوابط الذي تقيدوا به لزوم ما يلزم ولزوم ما لا يلزم
(3 )
وصاني ابوي
قال الفارس ذو الرتبة الوسيطة الذي وضع في مكانة سياسية كبيرة للصحفي الكبير انه متبرئ من حزبه إلى حين اشعار آخر وملتزم بالضوابط المهنية ولم يقل الاسرية صراحة ولكنه قال إن والده اوصاه بانه عندما يمسك اي ملف لازم (ينجضه) اي يتقنه اتقانا تاما.
(4)
زاوية اخرى
قال الشيخ (انظر الفقرة الاولى) لمستمعه انه اذا لم يأت بالسيدين ويدخلهما القصر الجمهوري (بيحلق دقنه) فالحاكم العام الانجليزي عندما كان يفتح لهما السرايا لم يكن غبيا أو مخدوعا انما كان يلعب لعبته بذكاء ونحن لسنا اقل منه ذكاء بأي حال من الاحوال حتى لا نفهم قصده وسوف ترى بعد ذلك فائدة ذلك فرؤية الكبير (ما تقع واطا) وتفهمها غدا إن شاء الله
(5 )
خروج
يجب أن يكون توزيع الادوار توزيعا مسبكا بحيث أن من يلعب اي دور لابد من أن يتقنه ويتحمل في ذلك كافة صنوف الاذى النفسي، فـ(التكريب) يقتضي أن يضحي الفرد بكل شيء من اجل مصلحة التنظيم أو الطائفة او حتى الاسرة، فللسياسة ضريبتها التي لابد من دفعها والتعليم يمكن أن يكون في رؤوس اليتامى ورؤوس الاحياء فمن له كبد فيجب أن يبتعد عنها ولم ينته الدرس يا…

حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]