اللهم إني شامت في كومي
مجلة «برايفيت آي» مطبوعة إنجليزية، أجاركم الله من طول لسان محرريها الذين يتخصصون في السخرية من اهل السياسة والمجتمع المخملي، فهي لا ترحم أهل الجاه والسلطان، ومازلت أحتفظ بعشرات الأعداد منها، لأطالعها كما اتفق، كلما احسست بـ«الزهج والضيق»، وأمامي الآن عدد منها لا أعرف له تاريخا، يتضمن حكاية نقلا عن وكالة الأنباء الغانية، ومفادها ان الملاكم الغاني المخضرم بيرسي أوبليتي كومي، خسر مباراة ثم اصبح أضحوكة المجتمع في غانا..ليس لأنه انهزم، فقد انهزم قبله مرسي ابن المعلم زناتي «بالإنجليزي»!! ولكن لأن الهزيمة كشفت عن فضيحة، فخلال الجولة الثالثة وجه إليه خصمه ضربة سببت له جرحا في خده الأيمن، وخلال الاستراحة عجز مدربه عن وقف النزيف الصادر من الخد، ورغم ان الخصم لم ينجح في توجيه أي ضربة إلى كومي في الجولة الرابعة، فإنه بدأ ينزف من الأنف والأذن والحنجرة والمسالك البولية، ثم لاحظ الجمهور أمرا عجيبا، فقد بدأ جلد وجه كومي يتقشر ويتدلى حتى وصل إلى عنقه ثم تدلى على صدره، حتى غطى الدم جسمه كله، وهنا بدأ الجمهور في الضحك الهستيري!! ستقول ان الغانيين ساديون وبلا رحمة!! غلطان ثم غلطان، ولن اسمح لك بأن تقول مثل هذا الكلام على أهلي الأفارقة! يكفي أن غانا قدمت للعالم واحدا من أكفأ من شغلوا منصب الأمين العام للأمم المتحدة وهو كوفي أنان (الذي جعلناه عنان باعتبار أن أجداده – ربما – هاجروا من الكوفة قبل ألف سنة)، المهم أنه كان للجمهور الغاني الذي كان يشهد مباراة الملاكمة سبب قوي للضحك والشماتة بالملاكم كومي، لأن الجميع كانوا يعرفون انه يستخدم مراهم ومعاجين لاكتساب بشرة فاتحة، وقد حذرت حكومات غرب إفريقيا مواطنيها مرارا من ان عقاقير مثل الهايدروكوينون والسولاكوين، قد تخفف من سواد البشرة، ولكن الإفراط في استخدامها قد يؤدي إلى تقشير الجلد والإصابة بالسرطان، والمفرح بالنسبة إلي في قضية الملاكم كومي هو ان الأطباء فشلوا في خياطة الجلد المتقشر من وجهه، واعادته إلى موضعه، لأنه – أي الجلد – صار هشا لا يتحمل غرزة الإبرة، وهذه عاقبة من يسعون للتبرؤ من ألوانهم الطبيعية!
واستطيع ان افهم ان أوروبيا يرى في سواد البشرة او سمرتها عيبا ونقيصة، ومنهم من لا يعترف بأن السود من بني البشر، ولكن ما بال إنسان خلقه الله اسمر او اسود، يحس بالدونية بسبب لون بشرته، ولو وضعوا أموال بيل جيتس في يميني، ومنحوني انف توم كروز، وشعر ليوناردو دي كابريو، وعقدوا قراني بالجملة على كاثرين زيتا جونز وباميلا اندرسون وكلوديا شيفر، وزفوني إليهن بسيارة شيفر مقابض أبوابها من الذهب، مع التعهد بنقل ام الجعافر إلى جوانتنامو في كوبا لتكون تحت حراسة مشاة البحرية الامريكية حتى تتعهد بإدانة الإرهاب المنزلي كتابة وبالصوت والصورة وبعدم إلحاق أي نوع من الأذى بي، نظير التنازل عن السمار الجعفري لما رضيت.. شوف كوندوليسا رايس وزيرة خارجية أمريكا السابقة: سمار زي الفل أو الفلفل و- عيني باردة – كانت تقوم الدنيا وتقعد بكلمة منها.. وكان معمر القذافي يعشقها وفبرك فيديو كليب لها وهي تشاركه الرقص، ولماذا نمشي بعيدا والامريكان الذين اخترعوا التمييز العنصري وقننوه التفتوا قبل سنوات بحثا عن رئيس محترم يصلح الخرابيط واللخبطات التي تمت على يد جورج دبليو بوش، فلم يجدوا من هو أفضل لزعامة أمريكا من الأسمريكا باراك أوباما.. وعندك عارضة الازياء نيومي (ناعومي) كامبل التي اذا تمخطت في منديل ورقي، وألقت به ارضا تهافت عليه الصحفيون البيض ليحتفظوا به تذكارا!
جعفر عباس
[EMAIL]jafabbas19@gmail.com [/EMAIL]