هنادي محمد عبد المجيد
ذات البهجة (1)
تزوجها رسول الله سيدنا محمد بن عبد الله بعد وفاة زوجته الأولى أم المؤمنين خديجة بنت خويلد وزواجه من أم المؤمنين سودة بنت زمعة وكان ذلك قبل الهجرة بسنتين، ورد على لسانها في صحيحي البخاري ومسلم أنها كانت في التاسعة من عمرها حين بنى بها النبي صلى الله عليه وسلم ، إلا أن هذا ورد على لسانها فقط حين كبرت في السن ، ولم يرد على لسان الرسول الكريم ذلك ، وكان هذا موضع جدل لدى العلماء إذ قال بعضهم أن زواجها تم وهي أكبر من ذلك خاصة أن تواريخ الميلاد لم تكن تدون آن ذاك ، وأن سنَّها الحقيقي حين تزوجها النبي كان أربعة عشر عاما تبعا لقياس عمرها بعمر أختها الكبرى أسماء بنت أبي بكر – أخت السيدة عائشة الكبرى – التي ولدت قبل الهجرة بسبع وعشرين عاما ، ومعنى ذلك أن السيدة عائشة كانت تبلغ سبعة عشر عاما تقريبا حين تزوج بها النبي ، لأن السيدة أسماء تكبر السيدة عائشة بعشر سنوات ، كما أن ابن قتيبة نص على أن السيدة عائشة توفيت سنة ثمان وخمسين ،وقد قاربت السبعين ، وهذا يعني أنها كانت حين تزوجها النبي في الثالثة عشر من عمرها ، ولم يكن قد بنى بها بعد ، ثم بنى بها النبي – أي دخل عليها – بعد أربع سنوات من زواجه بها وذلك حين الهجرة النبوية الشريفة ،، ومن المؤسف أن البعض من المُغرضين الذين يبغون تشويه دين الله والتشكيك فيه ، يزعمون أن النبي – تنزه مقامه – كان قد تزوج السيدة عائشة وهي في السادسة أو السابعة ثم دخل بها وهي في التاسعة ،، وفي هذا الزعم الكثير من اللبس والتلبيس والتشويه للحقائق التاريخية وفيه تشويها للدين الإسلامي الذي لا يسمح بالزواج من القاصرات أو غير البالغات ،وهذا أيضا يتنافى مع روح الشريعة السمحة التي نادت بكل ماهو حضاري ويتماشى مع مصلحة الفرد والمجتمع على السواء ، وفي قصة السيدة عائشة رضي الله عنها عظة وعبرة لنا فهل نعتبر ؟
هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]