الطاهر ساتي
أشياء وأشياء أخرى ..!!
** أخيرا..اكتمل التشكيل الوزاري المسمى – مجازا – بالجديد، إذ هناك وزارة في شارع النيل اسمها وزارة الصحة، وهي تقريبا بحاجة الى وزيرين أو ثلاثة وربما أربعة، أي حسب كساد العمالة الدستورية والموازنات السياسية والقبلية المتبقية..لقد إختاروا لها بحر أبو قردة وزيرا، بعد (قومة نفس)..وما لم اكن مخطئا، فتلك من الوزارات المهمة والمناط بها آداء دور تنفيذي يحفظ – بقدر المستطاع – ماتبقى من نوع الشعب السوداني من الإنقراض..ولقد مضى من عمر التشكيل الوزاري (الجديد لنج) نصف الشهر تقريبا، ويبدوا أنهم نسوا – أو تناسوا – وزارة الصحة، ثم انتبهوا أخيرا..عفوا، فلنحسن الظن، أي ربما أصبحت هذه الوزارة – فجأة كدة – مهمة جدابحيث يجب إخضاع أمر تعين وزيرها و وزير دولتها – وربما مساعد الوزير- الي المزيد من الدراسة والنقاش وورش عمل واجتماعات لجان قاعدية ومشورة شعبية وغيرها.. وإن كان الأمر كذلك، أي مرد التلكؤ والتأخير في اختيار بحر إستشعارا لأهمية الصحة في بلادي، يجب أن نصبر وكذلك نقترح توسيع دائرة الشورى بحيث تشمل بعض المنظمات الدولية والدول الشقيقة أيضا في اختيار وزارء الصحة بالولايات..أما إن كان هذا التلكؤ في إختيار وزيرها ووزير دولتها مرده عدم جدوى الوزارة، فنقترح التخلص منها بحيث تلحق (مستشفى العيون)..نعم صحة شنو؟، أهم شئ الأمن والدفاع وتجارة الإتحاديين، أو هكذا دعمنا المعلن لإهمال الصحة ..!!
(2)
** وحدة تنفيذ مطار الخرطوم الجديد أمرها عجب، كما المطار الجديد ذاته..عندما أعلنت وزارة المالية عن رغبتها في تأجيل مشروع المطار، توقعت بأن يصدر مجلس الوزراء قرارا بحل هذه الوحدة، إذ ليس من المنطق إلغاء المطار والإبقاء على وحدته..ولكن حدث العكس، بحيث دخلت الوحدة – بلا مطار – في ميزانية هذا العام، وللمزيد من الرعاية والعناية تم تحويل تبعية الوحدة من وزارة مجلس الوزراء الى وزارة المالية (شخصيا)..وبالمناسبة، قبل المالية ومجلس الوزارء، كانت الوحدة تابعة لرئاسة الجمهورية..يعني كل سنة بيتبعوها لجهة، ولا نستبعد أن تتبع لوزارة الثروة الحيوانية أو التربية والتعليم في مقبل الأزمنة في حال تواصل هذا الإرتباك الغريب والعجز عن إيجاد موطئ قدم مناسب للوحدة..علما بأن الوضع الطبيعي لكل ما يحدث للوحدة وتنقلاتها هو الإعتراف بهيئة الطيران المدني، إذ منذ استقلال البلاد – وحتى يوم التوقيع على نيفاشا – ظلت تلك هيئة الطيران هي التي تشرف وتخطط وتنفذ مطارات السودان، بكل هدوء وبلاضوضاء..على كل حال، شرعية الوحدة ليست مهمة، ولا تبعيتها حتى لو أتبعوها لمحلية سقط لقط، فالمهم عدم التفريط في القروض المخصصة لمشروع المطار الجديد.. أي شيدوا المطار أولا، ثم افعلوا في وحدته وتبعيتها ما ترونه مناسبا..وعلى فكرة، ما الذي يمنع تأسيس وحدة أخرى تحت مسمى ( وحدة تنفيذ السكك الحديدية)، عوضا عن تلك الهيئة المنسية في عطبرة..إفتكر الفكرة كويسة، ومعا نحو المزيد من تشليع المؤسسية و( جهجهة أفكار الناس)..!!
(3)
** ومن أجمل الدعوات التي تلقيتها هذا الأسبوع : ( طالما مافي تغيير حصل في حكومة الخرطوم، أرح نغير جو في بورتسودان)، أوهكذا جاءت دعوة صديقي أسامة أبوشنب، رئيس قسم الأخبار بالصحافة.. وبغض النظر عن التورية المتجلية في ثنايا الدعوة، سعداء نحن بأن يصبح الثغر الحبيب قبلة لسواح الداخل والخارج في مثل هذه الأشهر من كل عام..نعم لقد نجحت حكومة البحر الأحمر في إكتشاف ثقافة السياحة الداخلية، وهي التي كانت مفقودة في المجتمع السوداني..وبصراحة كدة يا عزيزي أبو شنب : ولاة الولايات الأخرى- وليس الشباب والطلاب والأسر والصحفيين- هم الذين يجب نصحهم ودعوتهم لاحتفالات رأس السنة في البحر الأحمر، ليتعلموا (كيف تصنع من الفسيخ شربات؟)..نعم طاهر إيلا لم يشق البحر ولم يزرع الجبال، ولكنه أحاط هذا وتلك بالطرق والكهرباء والمياه والخضرة والقانون الرشيد غير المتنطع ولا المزايد من شاكلة ( الشيشة ممنوعة، ما تلبس قصير، التجمهر ممنوع وغيره )..ولذلك تجذب ولايته – فى هذه الأيام – كل اهل السودان، ليرتاحوا فيها قليلا ..أما النهر المسكين الذي يشق ولايات النيل الأبيض وسنار والجزيرة والشمالية ونهر النيل ، لم يتم يكتشفه الولاة بعد، بحيث يوفر زرعا وفيرا يكتفي منه الشعب ذاتيا أو منتجعا سياحيا يرتاح فيه المواطن عند المقيل..فاذهبوا أيها الولاة الكرام الى بورتسودان، لتتعرفوا – وتحسوا – بأن عواصم ولاياتكم ما هي إلا محض ( أطلال ) ..!!
إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]