يالها من مسخرة جديدة تضاف إلي مساخر الكرة السودانية ، ومهازل (اللعب) باسم وسمعة السودان ومرمطته في الوحل . والغريب أنني صادفت السادة المبجلين لاعبي الفريق القومي السوداني وهم يهبطون من الحافلة التي أقلتهم من الإستاد إلي الفندق المجاور لصحيفة آخر لحظة ، عندما كنت أهم بالمغادرة إلي المنزل وهالني أن بعضهم مضي إلي سيارته المحتشدة حول المكان ، فإذا بها من طراز (الكامري) آخر موديل . يكسوها الزجاج المظلل الداكن . فتخيلت للوهلة الأولي وأنا أرقب مشهد (قطيع الكامري )قبل وصول اللاعبين أنني في باحة مجلس الوزراء ، أو أن عدداً من الوزراء ووزراء الدولة وقيادات المؤتمر الوطني قد انتقلوا إلي هذا الشارع هادئ الحركة ليبحثوا أزمة السودان مع المحكمة الجنائية الدولية ، وكيفية الرد علي تصريحات الرئيس الفرنسي (نيكولا ساركوزي) الأستفزازية التي قال فيها (إن الرئيس البشير أمامه أيام وليس أسابيع لحل المشكلة ) غير أنني تأكدت بعد عودة طاقم (الفريق المهزوم) أن سيارات الكامري (المظللة ) لا تتبع للدكتور (عوض الجاز) أو الدكتور (مصطفي عثمان) أو الفريق (بكري حسن صالح)أو غيرهم من قيادات الدولة ، ولكنها تتبع للاعبي المنتخب مثل الكابتن (فيصل العجب ) والكابتن علاء الدين يوسف والكابتن (هيثم مصطفي) وآخرين . نحن لا نحسدهم ، ربنا يزيد ويبارك ،ولكننا كنا نأمل يكون أداؤهم في الملاعب بمستوي يناسب كمية المال الغزير الذي أنفقته عليهم إدارات (السجم والرماد) في أندية كرة القدم السودانية . كنّا نتوقع منهم أداء يحفظون به اسم السودان وكرامته يرفعون به شأنه بين الأمم ، يحترمون شعبه الذي أعطاهم وما بخل ، وأغدق عليهم بالغالي والنفيس ، إنها أموال الشعب السوداني وليست من ثروات (صلاح إدريس) ولا من مدخرات (جمال الوالي) والعالمون ببواطن الأمور يعلمون كيف ومتي ساعدت الدولة (صلاح إدريس ) ويعلمون حجم التسهيلات التي يجدها (جمال الوالي ) من هنا ، ومن هناك ، والجميع يعلم أن أحداً لم يسمع قبل (الإنقاذ باسم هذا ،أو ذاك في دنيا المال والاعمال ، سواء أن كان مستثمراً في السودان من مال (الخارج) أو من ( الداخل) . (العجب) و(هيثم) و(علاء الدين) يمتطون ذات السيارات الفارهة التي يمتطيها وزير المالية والأقتصاد الوطني ، أو وزير رئاسة الجمهورية مع فارق أن الأوائل يركبونها من ( حر مال) التسجيلات والأخير يستقلها من ( حرّ مال) الخزينة العامة . أي أنها سلفة مستردة ، يتركها يوم أن يغادر الوزارة . وهنا أرجو صادفاً ألا تعمل الوزارات الإتحادية بسياسة والي الخرطوم القاضية بتمليك العربات الحكومية لمستقليها من موظفي الدولة . هزمتنا تنزانيا وأنا متأكد أن فخامة رئيس الجمهورية هناك لا يتوفر له كل هذا (الهيلمان) الذي يجده لاعبو منتخبنا (المهزومين) في أرضهم ووسط جمهورهم . زحام الألقاب و(البوبار ) ، (ألقاب مملكة في غير موضعها) من ( الأرباب إلي ( الوالي ). ومن (سيد البلد) إلي ( الزعيم) و( البرنس) و( سيدا) ….و… ورغم ذلك فإن تنزانيا هزمتنا مرتين وهي ذاتها تنزانيا التي توشح فيها المريخ عام 1986 بقيادة البطل وحما كاس (سيكافا) بمجهودات لاعبين درر أمثال الحريف عيسي صباح الخير !! هل تعرفون أين هو؟ إنه يقود عربة ( أمجاد) بينما يمتطي المهزومون سيارات الكامري !! لقد أفسد أثرياء زمن الغفلة .. علينا .. كرتنا .
بعد خسارة المنتخب السوداني لنتيجة مباراتيه أمام تنزانيا وفقدان فرصة التأهل لنهائيات إفريقيا للمحليين كتب الصحفي الهندي عزالدين بـ صحيفة آخر لحظة هذا المقال بتاريخ 15/12/2008م
