الإعداد الذهني ليس ترفا
ذلك ن التدريب في كرة القدم يهدف إلى الإعداد المتكامل (بدنياً ومهارياً وخططياً وفكرياً وذهنياً ونفسياً) لتحقيق التوازن المطلوب، الى جانب تحقيق مستويات قياسية في الأداء الحركي والفني التنافسي، لأن لكل عمل هدف وغاية وتحقيق هذه الغايات يتطلب التخطيط من خلال الوسائل المتاحة التي تحقق ذلك.
وكما هو معروف أن عملية التدريب هي ذلكم السيناريو المخطط الذي يهدف إلى تهيئة المستهدفين لمواجهة الظروف والمتطلبات الواقعية حسب ظروف اللعب مع إيجاد أكبر قدر من الحلول الآنية، التي تمكن اللاعب من التعامل مع مجريات الأحداث في داخل الملعب، وتطويع قدراته مع الظروف والتحولات المفاجئة والمتوقعة أثناء سير اللعب، لتصبح هذه الحلول في خدمته من أجل والوصول إلى غاياته وتحقيق الفوز.
وكما هو معلوم بالضرورة أن كل عمليات التدريب هي عمليات مخططة بوعي كبير لخدمة الأداءات الحركية في كرة القدم، وهي مبنية على أسس عملية هدفها الوصول باللاعبين إلى أرقى المستويات الرياضية، من خلال تطوير القدرات والارتفاع بمقدرات اللاعب الفسيولوجية والفنية والنفسية والذهنية إلى أعلى درجاتها.
والتدريب بهذا المفهوم يعد وسيلة وليس غاية، فهو يعمل على تحقيق أهداف مشتركة لكل من المدرب واللاعبين والإداريين من خلال تأدية واجباتهم بأعلى مستوى من الكفاءة، أثناء تنمية وتطوير قدرات اللاعبين البدنية والفنية والنفسية والأخلاقية للوصول بهم إلى مستويات تؤهلهم تحقيق الانتصار والإنجاز في كرة القدم.
والتدريب هو قدر من المحاكاة العملية المخططة والمنظمة والممرحلة والموجهة نحو اللاعبين من أجل خلق أداءات متناسقة تخدم في كلياتها الغايات العامة المتمثلة في الفوز والأداء الجيد ، وذلك من خلال تنمية الكفاءة البدنية وتفجير الطاقات وشحذها لذا يصبح الإعداد الذهني جزءا هاما في هذه العملية الكبيرة فبدونه لا يمكن تحقيق الهدف الذي يصبو إليه الفريق أو المنتخب.
كما لابد أن يكون التدريب تدريبا مستمرا غير منقطع وبصورة هادئة تحقق قدرا من الإستيعاب والتجويد التراكمي، لتحقيق أعلى إنجاز وذلك بتسخير الخبرات الناجحة الى أقصى مدى يمكن من العمل على استكمال وتطوير الصفات البدنية التي تنعكس إيجابيا على تنمية بقية الصفات المعنوية والإرادية، وذلك عن طريق التهيئة الذهنية والإعداد الصحيح لبقية أعضاء الفريق، مع اختيار أنسب الطرق تدريب، والإعداد الذهني هو كل ما يتخذه المدرب من إجراءات تلازمية تجاه لاعبيه لإكسابهم القدرات الموازية للإعداد البدني والتي تمكنهم من أداء المهام التدريبية بكفاءة عالية وتحافظ على شعلة العزيمة والروح المعنوية متقدة في دواخلهم الى أقصى مدى ممكن في تناسب مضطرد مع الإعدادات الأخرى لتحقيق أفضل المستويات في المباريات التنفسية في كرة القدم.
والحقيقة الجلية أن رفع الإنجاز الرياضي لدرجاته العليا يحتاج إلى تنمية المقدرت الذهنية للاعبين ، حيث يلعب الإعداد الذهني دوراً هاما وحاسما في المحافظة على القدرة الأدائية وكذلك على التفكير السليم والتصرف الأفضل بين للاعبين أثناء المباريات، وتزداد أهمية الإعداد الذهني كلما إقترب أو اشتد التنافس بين الفريقين بل تزداد الأهمية لذلك أوقات المباريات وخاصة في اللحظات الحرجة أثناء سير المباراة.
يجب أن يؤمن المدرب بأهمية الإعداد الذهني وإلا فإن الإعداد يكون قاصرا وناقصا، بل أن إهمال هذا الجانب يتسبب في أزمات كبيرة ، لعدم التصرف السليم أمام المواقف الصعبة أثناء المباريات ، وقد يتسبب ذلك في إحباط وإخفاق اللاعب بل ربما في إخسارة الفريق بأكمله، وقد تكون النتائج كارثية في بعض الأحايين ، بسبب عدم إهتمام المدرب بهذا النوع من الإعداد والذي يكمل الإعداد بل يعتبر ضلعا مهما من أضلع الإعداد المختلفة .
ذلك أن تنمية القدرات العقلية للاعب تجعله لاعبا خلاقا ذو مبادئ ومبادرات وإختيارت متقنة ، من خلال معرفته بكيفية التحرك بوعي كبير ، الى جانب معرفته بكيفية إستخدام المهارات الأساسية والمناسبة التي يتمتع بها في المواقف المحددة أثناء جولات اللعب المختلفة، لذلك ترتبط هذه المرحلة من الإعداد ارتباطا وثيقا بالإعداد الخططي.
إن الشعور بالرهبة عند المواجهة يبقى مسيطراً، بل قد يصبح اعتقاداً وهاجساً يعيشه اللاعبون، والمدربون، والإداريون، والجمهور، وهو شبيه بالعادات والتقاليد السلبيّة في المجتمعات ومن الصعب إزالة الاعتقاد السلبي بمجرد التعرف عليه، وهنا يأتي دور الإعداد الذهني خلال فترات التدريب، والمباريات، لعلاج الحالات.. كل الحالات التي تطرأ على اللاعب بطرق علمية صحيحة لا تتناقض مع الطريقة التي تعلمها اللاعب خلال مراحل التطور.
وهناك بالطبع مكونات مهمة للمقدرة الذهنية للاعب كرة القدم والذي تتطلب التركيز في الانتباه والتركيز هو الشعور في شيء معين استعداداً لملاحظته أو أدائه لأن المباريات تستدعي أن يكون للاعب مقدرة ذهنية فتركيز الانتباه يؤثر تأثيراً مباشراً في أداء اللاعب أثناء المباراة التي تتغير فيها المواقف، فتارة يكون الفريق مهزوما وتارة أخرى يحقق التعادل أو الفوز وتارة تهبط معنويات الفريق وأخرى ترتفع تلك المعنويات وهي تناقضات قد تتعدد، لذا يلعب التركيز دوراً مهما وبشكل واضح أثناء المباراة فيتمكن اللاعب من الإدراك الحقيقي والدقيق للمواقف ويتصرف على ضؤها.
ولذلك لابد أن يتم التدريب على تركيز الانتباه أثناء التدريبات وأن يكون مستمراً من خلال وحدة التدريب، ولذلك تكون أهم متطلبات التدريب أن يركز اللاعب انتباهه لأهداف التدريب مع تفهم الواجبات المعينة التي يطلبها المدرب من اللاعب، وبالتالي يعتاد ذلك أثناء المباراة، ويكون قد تفهم دوره من خلال تكرار التدريبات فيعتادها أثناء المنافسات، مستعينا بالانتباه والإدراك فهما الأساس الذي تقوم عليه سائر العمليات العقلية الأخرى وبدونها لا يستطيع اللاعب أن يعي أو يتعلم أو يستجيب.
…………
ملء السنابل تنحني بتواضع … والفارغات رؤوسهن شوامخ
……..
صلاح محمد عبد الدائم (شكوكو)
[email]shococo@hotmail.com[/email]