عبد اللطيف البوني

وسنة حلوة يا.

وسنة حلوة يا.
رغم أن زماننا دائري لا نعرف له رأسا من (قعر) إلا أننا لابد أن نخضع أيامنا للتقويم كما يفعل الآخرون فإن درج البعض على الاحتفال أو التوقف عند رأس السنة فإننا نفعل ذلك على طريقة (معاكم معاكم) لذلك يرسل الأحباب لنا الرسائل التي تتمنى أن تكون السنة الجديدة أحلى من سابقتها ومن تلك الرسائل رسالة من زميل بالجامعة استوقفتني كثيرا فحواها (نتمنى عام قادم أخف وطأة) فالوطأة عند صاحبنا قائمة قائمة ولكنه يتمنى تخفيفها وهذا يتطابق مع الدعاء الذي يقول (اللهم لانسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه ) مع أن علماء الأصول أجازوا الدعاء برد القضاء وهذه قصة أخرى أو تلك الطرفة التي تقول إن أحدهم سمع الداعي يقول (اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لايخافك ولايرحمنا ) فرد بالقول من ناحية سلط , سلط وانتهى ولكن يامولانا ادعو بالتخفيف.
*من المؤكد أن زميلنا صاحب الرسالة أعلاه ليس متشائما وليس يائسا من رحمة الله ولكنه من النوع الذي يقرأ الواقع جيدا ويعرف سنن الله في الكون وذلك بأن المولى إذا أراد أمرا هيأ له الأسباب فكل المقدمات التي لديه تشي بأن العام القادم لن يكون عام انفراجات في السودان فإذا خفت وطأة المدلهمات التي تحيط بنا تكون هذه نعم كبيرة من نعم الله علينا فعام 2011 لم يترك لعام 2012 صفحة يرقد عليها مرتاحا ولكن ديننا الحنيف يطلب منا أن نتفاءل ولا نيأس من رحمة الله كما قال عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم (تفاءلوا خيرا تجدوه) فإن جاءنا عام 2012 أقل وطأة برضو خير وبركة.
*بعد عام 2005 أي توقيع اتفاقية نيفاشا توقفت الحرب في جنوب السودان بيد أن دارفور لم تنعم بالسلام ومع ذلك يمكن القول إن الحرب الأهلية الكبرى قد توقفت ثم جرت المياه الآسنة الكثيرة تحت جسر الست سنوات فحدث ماحدث ووقع أسوأ سيناريو يمكن تخيله وهو الانفصال والحرب تلوح في الأفق فبعد أن كانت حربا أهلية سوف تعود لاسمح الله حربا بين دولتين تجر الإقليم والعالم كله الى بلاد السودان فإذا حدث هذا يكون عام 2011 أي عام الانفصال هو الذي بذر بذرة الحرب الكبرى في السودان وكل الدلائل تشير الى أن سوء العلاقة بين دولتي السودان الآن في قمته وإن كان بعض المتفائلين يرون أن ما يحدث بين القطرين لا يعدو أن يكون حشرجة ما بعد الذبح وسوف تهدأ النفوس بعد فترة وجيزة ويسود صوت العقل فعبد الله دينق نيال قال إن الطلاق تعقبه دائما حالة توتر كبيرة ولكنها مؤقتة.
*ومع كل الذي تقدم دعونا نتفاءل بأن العام الجديد الذي بدأ أمس سيكون أخف وطأة وذلك بأن يسلم الزوجان بقدرهما وتهدأ النفوس وتهدأ الأمور كذلك في دارفور وتخاف الحكومة الله في شعبها بأن توقف بنود الصرف البذخي والفساد المستشري وتعمل على تخفيف (سخانة) الجيب وينعم الله علينا ببرد للموسم الزراعي الشتوي ويمطرنا في موسم الخريف القادم ويجتمع شمل أهل السودان ويضعوا دستورا ذكيا يغير الواقع البائس ويحدث اختراقا للواقع السياسي المأذوم ويجد العام القادم أهل السودان الفضل تاميييييييين ولامييييييييييين ,,,اللهم آمييييين.
حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]