عبد اللطيف البوني

كسير تلج وكدا

كسير تلج وكدا
المقالات التي كتبناها عن بورتسودان جعلت بريدنا يزدحم بالرسائل منها التي تثني ومنها التي تعترض ومنها التي بين بين فشكري للجميع ولكن ردي اليوم سيكون مع المختلفين معنا والذين يرون أننا صورنا بورتسودان بصورة وردية لاوجود لها في أرض الواقع وعن هؤلاء جاءنا في مكاتب الصحيفة أحد قادة الشرق المعارضين لايلا وهو الأستاذ علي منيب هجينا وقد أدار معي نقاشاً محترماً حول الأمر، ثم نشرت له (السوداني) يوم الأحد قبل الماضي مقالاً قال لي فيه إنك جاملت الوالي ايلا الذي دعاك وأنزلك في فندق فخيم وطاف بك على الأماكن التي يريد فلم تر الأحياء الفقيرة وما كان ينبغي أن تحكم من زيارة واحدة ومحدودة ولسوء حظ صديقنا هجينا أنه في نفس اليوم الذي تقابلنا فيه كان المقال الثاني عن بورتسودان منشوراً في الجريدة والذي قلت فيه إنني لم أقل أن الفقر والجوع والمرض قد غادروا ولاية البحر الاحمر ولكنني ذكرت ما شاهدته من خلال ثلاث زيارات متباعدة على مدى ثلاثين عاماً ثم ذهابي لبورتسودان كان لحضور مؤتمر اقتصادي رعاه اتحاد أصحاب العمل وشركات الاتصالات وليس على حساب الولاية أما ماذكرناه عن خطاب الوالي وتعقيباته فالشهادة لله أنه كان خطاباً مختلفاً وكان ملتزماً بنص الموضوع لذلك حكمنا عليه بأنه رجل دولة لابل لمسنا قناعة المواطنين به ممن قابلناهم في بورتسودان وباتصالاتنا الخاصة.
*في اتجاه معاكس كتب صديقنا الدكتور عبد الماجد عبد القادر في عموده (أولاد اللذين) بصحيفة الرائد الغراء معلقاً على ماذكرناه عن سكر النيل الأبيض وطلب منا أن نطلب من كل الصحفيين أن يتركوا الخرطوم وقضاياها ويتجهون إلى الريف ليروا أن حياة الناس هناك تسير من حسن إلى أحسن وكأني بعبد الماجد يقول لنا لقد أضعتم زماناً في الكتابة من الخرطوم . ولكن ياصديقي ماجد كيف نسكت عن الكتابة عن الخرطوم وهي رأس الحية وكرش الفيل وهي التي بصلاحها سوف ينصلح السودان وبخرابها سوف يخرب كل السودان إنها مكان الطيارة بتقوم والرئيس بنوم والقروش والبلاوي بالكوم إن تنمية الريف مهما كانت سوف تصبح مهددة طالما أن صانع القرار القابع في الخرطوم يلف ويدور ويلخبط ويتخبط على كيفه إن الخرطوم قدرنا فإن تركناها وذهبنا للريف لن تتركنا فلاصلاح للسودان إلا بصلاحها.
*ومع كل الذي تقدم لابد لنا كماسكين على جمر الكتابة أن نسعى لإعطاء الصورة الكاملة دون انتقاء أو تبعيض ففيما يتعلق ببورتسودان مع يقيني التام بأن دكتور ايلا يختلف عن غيره من حكام السودان عامة وعن الذين سبقوه في حكم البحر الأحمر كان ينبغي أن نذهب للأحياء الشعبية ونلتقي بالمواطنين ونعرف منهم مباشرة ما الذي قدمت لهم حكومة ايلا وماهي مآخذهم عليها, كما أن كلام صديقنا عبد الماجد لايخلو من الوجاهة فهناك مبادرات فردية ومبادرات ولائية تستحق أن يسلط الضوء عليها لكي نقول للمحسن أحسنت حتى نحفز الآخرين ليحذو حذوه فمكافحة الفساد والدمار والخراب يمكن أن تكون بطريق إيجابي وذلك بتوسيع دائرة البناء والخير ومع كل الذي تقدم إن الصورة لن تكتمل بكاتب واحد أو صحيفة واحدة أو حتى قناة وإذاعة كاملة لكن يجب بذل جهد المقل بالتناول الموضوعي حتى ولو كان في سطر واحد.
حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]