عبد اللطيف البوني

ماسونية قطنية إدارية

ماسونية قطنية إدارية
من زرع قطنا في السودان على حسابه الخاص أي دون تعاقد مع شركة الأقطان باع قطنه (وطبق قروشه على جيبه) نام مرتاحا وخالي البال مستفيدا من ارتفاع الاسعار في العام الماضي أما الذين (تتربسوا) مع الشركة إياها فعليهم الانتظار طويلا فهذه الشركة قدرما تمنينا أن تخيب ظننا وتصبح شركة غير مراوغة لم تفعل فحتى هذه اللحظة والقطن استوى وأصبح جاهزا للقيط لم تعلن الأسعار (خليك) من الأسعار ولنقل إنها لم تبع حتى الآن ولا بالة واحدة وهذه قصة سنعود لها فلماذا لم تعلن تكلفة الانتاج أو على الأقل بعضها ؟ ألا تعلم الشركة أسعار الحرث والتقاوي والسماد والمبيدات التي استعملتها وانتهت؟ انه سوء النية الذي يرفض أن يفارق اهله . قديما كان مزارع الجزيرة يزرع ويقوم بكل العلميات الفلاحية ثم يجني القطن ويرحله للمحطة دون أن يدري الذي له أو عليه ثم ينتظر الصرف. هؤلاء يريدون إرجاعنا إلى أيام السخرة تلك فحتى الآن لا يعلم المزارع الذي وقع عقدا (عقد إذعان) مع الشركة حتى ثمن الجوال الفارغ الذي سوف يكبسه بالقطن . أليست هذه مهزلة؟
كل المعلومات التي لدينا تقول إن سعر القطن العالمي قد انخفض وهذا أمر متوقع ولكن ارتفاع أسعاره العالمية في السنة الماضية كان مغريا بزراعته وبالتالي يكون من الطبيعي أن يصاب زارعو القطن هذا العام بكثير من الإحباط ولكن التسويق في الجزيرة كان يتم قبل موسم الحصاد فقد كنا نرى المشترين الأجانب يجوبون الحواشات والقطن في مرحلة الزهرة ويشترون ما طاب لهم وعندما يدخل القطن الجديد السوق تكون الجزيرة قد باعت كذا مليون بالة وبعد ذلك مهما (ضرب) السعر لن يفرق معها لا بل كان القطن وفي أحيانا كثيرة يباع قبل زراعته وتدخل أسعاره في المدخلات ولكن عباقرة الشركة إياها هذا العام لم ينشغلوا بالتسويق إنما انصب جل همهم في التمويل والمدخلات و(حاجات تانية حامياني) نقول كوميشنات؟ افتكر ما في داعي، انت عارف وانا عارف وربنا عالم.
الذي يهمنا الآن الماسونية الإدارية المضروبة على الأسعار الجديدة وعلى المدخلات أي تكلفة الإنتاج وتكلفة التمويل فلو كانت الأسعار مجهولة فالأخريات معلومات لأنها صرفت وانتهت . سمعنا (طراطيش) كلام تقول إن السيد النائب الأول تدخل ورفع سعر دولار الشراء انقاذا للمزارع فله الشكر على هذا ونتمنى أن يراعوا ذلك عند حساب دولار المدخلات وحكاية الإعفاءات الجمركية وليت سيادته يسأل هذه الشركة كم كانت خسارتها وكم خسارة المزارع في الموسمين الماضي والحالي ؟ ليته يسألها عن تكلفة الانتاج ؟ ثم بعد ذلك يحكم لها او عليها . مهما يكن من امر فإن المزارع والسودان سوف يدفع ثمنا غاليا لاحتكار هذه الشركة لزراعة القطن في السودان . فالقطن سلعة نقدية مهمة ترتفع اسعارها وتنخفض شأنها شأن اي سلعة زراعية ولكن تعدد الشركاء في انتاجه يقلل المخاطر ويحفز القادرين على الدخول فيه ويعطي المزارع والممول فرصة للابداع والتغلب على التقلبات . المطلوب من الدولة الآن أن ترفع دعمها السياسي لتلك الجهة الضالة المضلة التي لحقتنا الغطس بضم الغين وافتحوا (البيبان والطاقة) حتى يخرج هذا الهواء الملوث ولنا عودة إن شاء الله.
حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]